القدس عاصمة فلسطين -المتحدث باسم جيش الاحتلال: في يوم الخميس الماضي ١٤/١١/٢٠١٩ أعلنا أن رسمي أبو ملحوس الذي قتل في دير البلح يعتبر مسؤولًا في الجهاد_الإسلامي الا أن معلومات واردة فيما بعد تثير شكوكًا حول مصداقية هذا النبأ وقد لا يكون دقيقًا. أردنا توضيح الأمر تاركين الموضوع للتحقيق.
انتهى
هكذا بكل بساطة، ما ارتكبته قواته خطأ يخضع للتحقيق، لم يقل هذا المتحدث أن الخطأ أودى بحياة ثمانية أفراد من عائلة واحدة في مجزرة رهيبة تقشعر لها الابدان.
في عام 1956 ارتكبت قوات الاحتلال مذبحة في كفر قاسم راح ضحيتها 49 مواطنا اثناء عودتهم من مزارعهم، وعندما اثارت الصحافة العربية مشاهد المذبحة، التي حاولت اسرائيل اخفائها، احالت الامر الى لجنة تحقيق، ويتم اتهام قائد المجموعة بانه لم يفهم الاوامر بشكل صحيح، لهذا تم تغريمه قرش صاغ لارتكابه مذبحة.
تلك هي قيمة الانسان الفلسطيني، وما اشبه الليلة بالبارحة، ماذا ستكون نتائج التحقيق في مجزرة دير البلح؟.
ولن اضيف على ما قاله الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي في هآرتس مكذبا الرواية الاسرائيلية: "الطيار الذي قصفهم لم يكن يعلم، كما أن قادته الذين أمروه بذلك لم يعلموا، والوزير ورئيس الأركان لم يعلموا، وقائد القوات الجوية لم يعلم، وضباط المخابرات الذين كانوا يرصدون الهدف لم يعلموا، حتى المتحدث الكذاب لم يعلم". "جميع أبطالنا لم يكونوا يعلمون، هم الذي يعلمون دائما كل شيء، فجأة أصبحوا لا يعلمون، هم الذين تمكنوا من العثور على مطلوب في ضواحي دمشق، هم الجيش الأكثر ذكاء والمخابرات الأكثر تطوراً لم يكلفوا نفسهم عناء التحقق ولم يعلموا عن تلك الأسرة البائسة الفقيرة في دير البلح أنها ستكون ضحية الليلة الأخيرة".
قد تكون مذبحة دير البلح التي لن تنصفها لجنة التحقيق الاسرائيلية، رسالة للمجتمع الدولى الذي يرفع رايات الحرية وحقوق الانسان، أن ثمة شعب تنتهك حريته وحقوقه الانسانية منذ ما يزيد عن سبعين عاما، اما آن لهذا المجتمع ان يرفع الظلم عنه، ويلتزم بمسؤوليته تجاه الشعوب المضطهدة، ويحقق له تطلعاته السياسية في دولة مستقلة مثل كل شعوب العالم.