رام الله - دولة فلسطين - بدأ الرئيس خطابه في اليوم الخامس عشر من غضبة القدس بآية كريمة من القرآن الكريم تدل على الصبر و الرباط ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون )) (آل عمران "200")َ ،
و في هذا دلالة واضحة على الدعوة للرباط في الأقصى المبارك و القدس الشريف و كل فلسطيننا الحبيبة ، و أن هذا الرباط يحتاج للصبر و المصابرة أكثر ، لأن الرباط الآن يقتضي بلا شك مواجهة الشعب بكل مكوناته للعدوان الصهيوني. و بهجوم لاذع على الإحتلال و ممارساته البشعة و بتحذير من حرب دينية يصنعها الصهاينة، و دعوة عاجلة للعالم بالتدخل قبل فوات الأوان .
و ركز الخطاب على مكانة القدس الشريف و معاناته في رسالة للصهاينة و العالم من جهة بأن القدس شيء مختلف ، و للعرب و المسلمين من جهة ثانية أن القصة الآن في القدس الشريف .
و جدد الرئيس الرفض المطلق و التام لأي تغيير في الأقصى و كل محاولات تقسيمه .
و قال الخطاب للعالم كله بأننا المعتدى عليهم على عكس رواية الصهاينة الأنجاس ، و ركز على جرائم المستوطنين ، و أننا لا نقبل بالإعتداء علينا و على ممتلكاتنا ، و الرسالة المهمة بهذا الخصوص كانت حين قال الرئيس " لن نتوانى عن الدفاع عن ابناء شعبنا و حمايتهم " ، دون أن يقول هذه المرة بالقانون أو العمل السياسي فقط ، و هذه ملاحظة في غاية الأهمية ، فهو بهذا يدعم #غضبة_القدس و يشجعها بلا شك .
و الملاحظة الأخرى المهمة هنا أن الخطاب لم يحتوي أبدا على كلمة تهدئة واحدة أو دعوة لها ولا على مفردة المفاوضات ولا على العودة للتفاوض او العمل لها .
بل على العكس فالرئيس أكد على ما أعلنه في الأمم المتحدة بوقف الإلتزام بالإتفاقات الموقعة مع العدو طالما لا يلتزم بها .
و وصف الرئيس ما يقوم به شعبنا بالكفاح ، حيث قال اليوم : " سوف نستمر بكفاحنا الوطني المشروع ، و بالدفاع عن النفس (يقصد غضبة القدس) ، و ركز على المقاومة الشعبية السلمية (هي ما نراه اليوم في القدس و الضفة) ، و الكفاح السياسي و القانوني (التقدم في الإنتقال للدولة ، و محاكمة الإحتلال، و عزله دبلوماسيا) .
و ذكر الرئيس شعبنا بأن بطولاته و صموده و منجزاته هي التي دفعت كل العالم لإحترام هذا الشعب ، بالرغم من ما فيها من الالآم و عذابات إلا أنها ثمن الحرية كما قال الرئيس ، و في هذا دلالة على دعوته لشعبه بالمزيد من البطولات و الصمود اليوم ، و إن فيها ما فيها مما نراه اليوم من جرائم صهيونية تتسبب لهؤلاء الأبطال بالألم و العذابات المختلفة ، و لكن هذا ثمن الحرية يا شعبي ، أراد أن يقول الرئيس .
و ذكر الرئيس رموز هذه الغضبة ، غضبة القدس ، من الأطفال ، أحمد المناصرة ، علي الدوابشة ، محمد أبو خضير .
و قال الخطاب للعالم أن (إسرائيل) هي التي عطلت السلام و هزت أمن المنطقة ، بل تتعدى ذلك للتسبب بحرب دينية ستحرق كل العالم بما تمارسه من مذابح و ارهاب و بطش ، و بإصرارها على الإستيطان و التنكر للحقوق الفلسطينية .
و ختم الرئيس كلماته بمناداة أبناء شعبنا بالأبطال (هم اليوم من يفعل في الضفة و القدس) و بدعوتهم أينما كانوا للوحدة و اليقظة و التلاحم ، و بتحية لكل الأرض الفلسطينية و أهلنا في القدس و الضفة و ال 48 و غزة و الشتات (اشارة لوحدة ارضنا و شعبنا) .
و الحبكة الأهم في هذا الخطاب بنظري حين قال : " لن نتوانى عن الدفاع عن أبناء شعبنا و حمايتهم " دون أن يحدد الخطاب شكل الحماية و طبيعتها الأمر الذي لا يدعم ما يحصل حاليا فحسب لا بل يفتح الأبواب على أشياء أخرى ضمن نطاق حرب الشعب .
و كل التحية للرئيس الرائع محمود عباس " أبو مازن " .