بينت يتحدى العالم

18 مايو, 2022 07:34 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة 

رام الله -نفتالي بينت، رئيس الوزراء الحالي لم يخف هويته الاستعمارية، ولم يغادر موقعه في مجلس الاستيطان في الضفة الفلسطينية عمليا، ولم يتنكر لحقيقة مواقفه المعادية للسلام، ورفضه المطلق الشراكة مع القيادة الفلسطينية لتكريس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967. كان ومازال الاوضح في تخندقه في مواقع الاستيطان الاستعماري، وجاهر منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة حكومة التغيير قبل عام عن رفضه اللقاء مع الرئيس ابو مازن واي من اركان القيادة الفلسطينية، متحديا بذلك الإرادة الأممية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بعملية التسوية السياسية. 
وانسجاما مع ما تقدم، واصل التنافس مع خصومه ومعارضيه في اليمين الصهيوني المتطرف وفي مقدمتهم نتنياهو، زعيم المعارضة في مباراة استباحة الدم والمصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية انسجاما مع خياره الأيديولوجي السياسي، وايضا للحفاظ على كرسي الحكم، ولاظهار تفوقه العنصري والفاشي في معاداة الشعب الفلسطيني والسلام على حد سواء. 
وتكريسا لخياره الاستعماري الاجرامي قام امس الثلاثاء بزيارة مستعمرة "الكانا" غير الشرعية في الضفة الفلسطينية بمناسبة ذكرى اقامتها على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 قبل 45 عاما خلت. وهذه الزيارة الأولى لرئيس الائتلاف الحاكم، وهي ليست سابقة في تاريخ رؤساء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وانما استمرارا لذات نهج التطهير العرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتعميقا وتعزيزا لهدف الحركة الصهيونية في مشروعها الكولونيالي لبناء دولة إسرائيل الكاملة على ارض فلسطين التاريخية من خلال خطة الترانسفير المتدحرجة لطرد الغالبية الساحقة من الفلسطينيين بوسائل ومشاريع استعمارية شتى. لا سيما وانه يرفض رفضا قاطعا إقامة الدولة الفلسطينية، وحتى الحكم الإداري الذاتي لا يقبل به، وكل ما يمكن قبوله في احسن الأحوال لمن يتبقى من الفلسطينيين، هو "تحسين مستوى المعيشة".
ويخطىء من يعتقد ان امر مباركته، وتعميده للمستعمرة غير الشرعية، وخياره ووجوده غير الشرعي في الأرض المحتلة عام 1967 محصورا، او ذات صلة باستقالة مستشارته السياسية، شمريت مثير من منصبها. لان في ذلك تقزيم وتفصيل ثانوي وتبهيت للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستراتيجي. وهو ما يستدعي من العالم كله وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التصدي لجرائم بينت المعلنة في ترسيم المستعمرات وتكريسها في اعلان صريح ومباشر ضد خيار السلام الممكن والمقبول. والكف عن ازدواجية المعايير، التي تعكس سياسة التواطؤ المعلن مع الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ولعملية السلام المهددة بالتصفية الكاملة. مع ان بينت يتحدى العالم في انتهاكاته الاجرامية المتواصلة، ولا يقم وزنا للقوانين والمعاهدات والاتفاقيات والشرائع الدولية.
وتكريسا لدور دولة الإرهاب الإسرائيلية المنظم، وتعميقا للاستيطان الاستعماري، ونسف خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 اعلن بينت، صاحب المقاعد الستة في الكنيست، والذي يقف على رأس الائتلاف الايل للسقوط متوعدا ومحذرا الشعب الفلسطيني من ان القوات الإسرائيلية ستستخدم "جميع أنواع الأسلحة" لاستهداف كل من يشكل خطرا على المواطنين او الجنود الإسرائيليين. امس الثلاثاء اثناء زيارته لمقر قيادة لواء "افرايم" في الضفة الفلسطينية بمرافقة رئيس الأركان، كوخافي، وقائد المنطقة الوسطى، اللواء يهودا فوكس وغيرهم من قادة العصابات المنضوية في جيش الموت الإسرائيلي. وأضاف ان حكومته تدعم "الجيش والشرطة بشكل كامل في مساعيهما لاستهداف أي مسلح سواء في القدس، او الضفة، او أي مكان آخر في البلاد." واكد أن من "يرفع يده على أي مستوطن او جندي من الجيش سيعرض نفسه للخطر." ولم يسأل رئيس الوزراء نفسه، لماذا جنوده ومستعمريه موجودون في الأرض الفلسطينية؟ وهل المطلوب من الفلسطينيين ان "يرشوا عليهم الورد"، ويفتحوا أبواب بيوتهم "مرحبين" بالمحتلين المغتصبين لارضهم وهوائهم وتاريخهم؟ ووفق أي منطق عقلي يهدد المستعمر المجرم، سوى منطق غلاة الفاشية والعنصرية الصهيونية؟ من الواضح ان زعيم حزب "يمينا" يعتقد انه يخيف ويرهب الشعب الفلسطيني وقواه السياسية ومناضليه الابطال من جرائم حرب"  جيش عصاباته الصهيونية، وتناسى ان أبناء فلسطين خبروا كل زعران وقتلة ومجرمي حرب دولته قبل قيامها، وبعد قيامها، ويعرفون جيدا كيف يواجهونها بالحكمة السياسية والصلابة الكفاحية، واستنادا لما كفله لهم القانون الدولي من حقوق في الدفاع المشروع عن حريتهم واستقلالهم وعودتهم وتقرير مصيرهم ومساواتهم الكاملة لحملة الجنسية الإسرائيلية، ودون ذلك فالميدان مفتوح على مصاريعه للمواجهة على امتداد الأرض الفلسطينية، وفي كافة المنابر والمحافل الدولية. ولا خيار امام بينت المتطرف وحكومته الا ممرين اجباريين الأول ممر السلام الممكن والمقبول دوليا وفلسطينيا، والثاني خيار العنف والفوضى والإرهاب، ولا ثالث لهما. لان الشعب الفلسطيني مصمم على نيل حقوقه كاملة.
[email protected]
[email protected] 

 

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار