خليل عواودة... الجسد يذوب والروح تقود المعركة

03 يونيو, 2022 03:34 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

الخليل - أمل حرب-تشارك تولين ابنة الـ 9 سنوات في كل الوقفات المساندة لأبيها المعتقل خليل العواودة الذي يقاتل بجسده وروحه الاحتلال الإسرائيلي منذ 93 يوما. تنقل تولين الرسائل عبر الإعلام لتوصلها للعالم "أريد أبي حيا".

مؤخرا بعث لها والدها من سجنه رسالة قال فيها: "ما أجملك يا تولين وأنت تنثرين جرحي ليستيقظ العالم من أجل نصرتي".

تقول زوجته دلال العواودة (31 عاما) إن العائلة تعيش حالة قلق على خليل المضرب عن الطعام ضد اعتقاله الإداري، خليل لم يدخل جوفه شيء منذ 93 يوما، أعلن الإضراب وحتى الآن- ورغم وضعه الصحي الخطير- ما زالت إدارة معتقلات الاحتلال ترفض إنهاء اعتقاله الإداري.

لعواودة أربع طفلات، أصبحن مؤخرا يدركن وضع والدهن، لورين تضع بين الفينة والأخرى عطر أبيها على ملابسها، أخبرتها أمها أنه عطر رجالي، فأجابتها "أريد أن أشم رائحة أبي".

كل هذه المواقف جردت الطفلات من طفولتهن وألعابهن وأحلامهن، تفكيرهن أصبح مرتبط بمصير أبيهن يستمعن لحديث أمهن على الهاتف مع المحامي ثم يستفسرن ماذا قال عن أبي؟ هل يوجد أخبار جديدة؟

تشير الأم إلى وضع والدة زوجها، التي أخذت تفقد توازنها خوفا على ابنها، وتابعت "عندما وصلتنا رسالة منه وقرأتها على مسامعها وقال فيها أردت أن أكتب وصيتي ولكن خفت على أمي من تداعيتها، أخذت بالبكاء والعويل وانهارت قواها".

وتضيف: "يتابع والد زوجي كل الأخبار، ويشارك في كل الوقفات المساندة لخليل في محافظة الخليل وخارجها لينقل رسالة ابنه عبر وسائل الإعلام مطالبا بالإفراج عنه، وتجريم الاعتقال الإداري، وأصبح يعاني كثيرا من الأرق وعدم النوم بعد تردي وضع خليل والخوف على حياته في ظل تراجع وضعه الصحي مع استمراره في الإضراب دون مدعمات".

وتتابع: "منذ أسبوع لم نحصل على أي معلومة بخصوص تطورات وضعه الصحي، لمنع الاحتلال محامي نادي الأسير من زيارته. في الفترة الأخيرة، متخوفة على حياته جراء نقص كمية السوائل والأملاح في جسمه، كما يعاني من أوجاع حادة في المفاصل، وآلام في الرأس ودُوار قوي، وعدم وضوح في الرؤية، وهبوط حاد في الوزن، فقد خسر أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه حيث كان وزنه قبل الإضراب 86 كيلوغراما. أصبح جثة هامدة وهذا ينذر بخطورة وضعه".

تقول دلال إن زوجها اعتقل في 27/12/2021، وهذا الاعتقال الخامس له، والثالث في الاعتقال الإداري، حيث أمضى 12 عاما في الأسر، 6 منها في الإداري.

"خليل أخذ قرار الإضراب دون مدعمات تعبيرا عن الظلم في الاعتقال الإداري، الذي يسرقه من عائلته وعمره" قالت زوجته.

وبحسب دلال فقد مارس الاحتلال ضغوطات نفسية على العائلة بعد مرور 50 يوما على إضراب خليل، حيث داهموا بيت العائلة وهددوا والده لإجباره على التواصل مع خليل من أجل فك إضرابه، وقالوا له "ابنك مش راح يروح طبيعي، راح يفقد أحد أعضائه ويصبح عاجزا".

لكن خليل بمعنويات عالية تقول دلال، مضيفة "حسب رسائل وصلتنا عبر المحامي، يطلب فيها خليل أن تكون معنوياتنا عالية كما معنوياته التي تناطح السحاب، الجسد يذوب ولكن الروح هي التي تقود هذه المعركة"، وختم رسالته: "إن هذه المعركة تصنع على يد الله، وأنا أفوض أمري إلى الله وأنا على ثقة بأن النصر قريب".

وتختم دلال: "معنوياتنا عالية وأملنا كبير، تجربة الأسرى الذين خاضوا الإضراب وأفرج عنهم بإرادتهم الصلبة تبعث الأمل في نفوسنا ونفوس الأسرى المضربين عن الطعام".

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار