الرئيس الأمريكي يحمل للعربِ أسفارًا 

21 يونيو, 2022 07:03 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

غزة-  منذ الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية قديمًا جورج واشنطن (1789-1797م)، والذي كان عضوًا في الكنيسة الأنجليكانية، والماسونيين الأحرار!؛ ثم جاء خليفته في الرئاسة جون آدامز، ثم الرئيس فرانكلين روزفلت، ووصولاً لزماننا الحديث الحالي، حينما تولى الرئاسة الأمريكية ثلة من الذين أجرموا بحق العرب، والمسلمين فقتلوا وشردوا الالاف بل، والملايين منهم من خلال تلك الحروب المفتعلة الدامية، فدعموا الكيان الصهيوني بالمال، والسلاح، والسياسة وبِكل شيء، لتبقي فلسطين مُحتلة، والعراق ينزف، ويقطر دمًا، وسوريا دُمرت وتشرد أهلها، وكذلك ليبيا واليمن، ولبنان الخ... وكل ذلك تحت ذرائع واهية كاذبة، بحجة القضاء على الارهاب!؛ وفي الحقيقة لا يوجد اليوم إرهاب، وإجرام أبشع مما فعلوا، من بوش الأب، وبوش الابن، وكلينتون، وأوباما، وترامب، حتي جاء الرئيس الحالي الَكهَل  بايدن؛ والذي  كان من المقرر  أن يزور فلسطين المحتلة، لدعم عصابة المستوطنين المحتلين الغاصبين، ومن ثم يزور السعودية في أواخر يونيو الحالي؛ لكن الزيارة تم تأجيلها إلى قبل منتصف شهر تموز/ يوليو المقبل؛ حيثُ أن الهدف الأول من زيارة بايدن هو: "تعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن وازدهار كيان عصابة ما دولة الاحتلال الصهيوني"، وسوف يجدد الرئيس الأمريكي" بايدن"، الالتزام الحازم بأمن كيان العدو الصهيوني العنصري، ومن ثم سيعمل على ذَرُّ الرماد في العيون العربية من خلال اجتماعهِ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيؤكد بايدن قولاً زورًا وبهتانًا أن الهدف من زيارتهِ إلى فلسطين " هي تأكيد دعمه لحل الدولتين"!؛ ولكن الحقيقة على خلاف ذلك، لأن الرئيس الأمريكي سوف يُجري جولة في منظومة "القبة الحديدية"، لدعم تطويرها، وتجديد دعم الولايات المتحدة لعصابة الاحتلال؛ ومما نراه أن الهدف من زيارة بايدن الذي يترأس اليوم الثالوث الشيطاني "أمريكا، والاحتلال، وإيران"، هو: " من أجل توجيه ضربات محدودة "ومتفق عليها سرًا مع القيادة الشيعية في إيران"!؛ وتلك الضربات  ليس الهدف منها اسقاط النظام الشيعي، وإنما عدم السماح لهم بامتلاك أسلحة نووية؛ بالمقابل تقوم إيران بِقَصَف الدول الخليجية العربية الاسلامية السُنية، لتدخل تلك الدول في صراع مدمر، وحرب مع إيران يتم من خلالها استنزاف الدول العربية الخليجية، واستنزاف طاقاتها، ومواردها الخ..؛ والمستفيد الأول والأخير مما سيحدث لا سمح الله_ هو الولايات المتحدة الأمريكية، وعصابة دويلة الاحتلال الصهيوني الغاصب، وإيران الفارسية، وربما ذلك الأمر لن يكون بعيدًا وسوف تشهد المنطقة تغيرات كبيرة بعد زيارة بايدن للمنطقة خلال الشهرين المقبلين؛ حيثُ يسعي بايدن لحشد دعم من كافة النواحي ضد روسيا، ودعم أوكرانيا، وكذلك توفير مصادر طاقة بديلة لهم، وللحلفاء الأوروبيين، وذلك من خلال اجتماعه قد يجمعه مباشرةً  مع ولي العهد السعودي  في مدينة جدة بالسعودية وكذلك سيجتمع  بايدن هناك مع عشرة قادة إقليميين من الدول العربية.
 ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأمريكي عددًا متنوعًا من القضايا الثنائية، والإقليمية، والدولية مع نظرائه من الحكام العرب مثل:  وسائل توسيع التعاون الاقتصادي، والأمني الإقليمي، وجعل من الكيان الصهيوني الغاصب الغريب على المنطقة العربية كيانًا طبيعيًا من خلال زيادة التطبيع والتطويع للعرب!؛ كما من المؤكد أن يتناول النقاش الحرب الروسية الأوكرانية، وسبل دعم الموقف الأمريكي  بِّشَتي  الوسائل والسُبل ضد  روسيا، وكذلك العمل على توفير الطاقة،  والأمن الغذائي العالمي؛ ومن المتوقع أن يشارك بايدن في قمة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، والتي تضم السعودية، والإمارات والكويت، وقطر، والبحرين، وسلطنة عُمان، وستضم هذه القمة أيضًا مصر، والعراق، والأردن؛ وربما يشمل برنامجه أيضا قمة افتراضية مع قادة مجموعة تضم كيان الاحتلال الصهيوني، والهند والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية؛ وتأتي زيارة بايدن للسعودية بعد سنوات من التهميش لمكانة المملكة العربية السعودية ومعاملتها كأنها محمية مكلفة بضخ النفط في الأسواق، ويجب عليها تقديم الأموال لتغطية الحروب الأمريكية الفاشلة، ويريد من المملكة أن  تكون مثل كيس رمل يتلقى الضربات نيابة عن الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين المحتلة، ولمدينة القدس المباركة.
وختامًا فإن هذه الإدارة الأمريكية الحالية، ومن قبلها الإدارات الأمريكية المتُعاقبة، وكل الرؤساء الأمريكيين، وأغلب زعُماء الغرب، وأوروبا، وحتي روسيا، والصين وأخواتها، على مر العصور والأزمان يجب علينا أن لا نتوقع منهم جَزاءً ولا إحسانًا، أو شكورًا!؛ وإن سعيهم جميعًا نحو العرب والمسلمين كان دومًا خدمةً للاحتلال الصهيوني بكافة أشكالهِ، وصورهِ المتخلفة، وكان تخطيطهم ولا يزال للشرِ، لا للخيرِ، ولجلب الوبالِ، والخرابِ، والدمار، والعار، والنار ، والحروب، والقمار والانكسارِ، بدلِ العمار،  والانتصار، والتعمير؛ ولزرع الفتنة، والفرقة بين الأمة، بدلاً عن  الوحدة العربية، والإسلامية!!.
 ولن يكوم لنا مجد، ولا نصر، ولا عزة، ولا تمكين، ونحن نتمسك بحبل بايدن، أو بوتين، أو أي رئيس لدول الكافرين، ولقد تركنا حبل الله جل جلاله المتين، والحق المبين، وفيه كل السؤدد، والتمكين والعزة، وإننا حينما تمسكنا بشرع ربنا، وطبقنا الاسلام كمنهج حياة صرنا سادةً بين كل الأمم فكانت لنا صفحات ناصعة مشرقة، ومشرفة سُطرت في أنصع صفحات التاريخ، وكنا نبراسًا ومنارة، وبيارق شامخة يَحَتْذيِ بها  العالم أجمع  في كل بقاع الأرض.
 فيا من تتوقعون من زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لوطننا العربي خيرًا نقول لكم ما قاله الله عز  وجل: "مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَىٰةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۢا ۚ بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ"، شَبَهُ اليهود الذين كُلِّفوا بالعمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها، كشَبه الحِمار الذي يحمل كُتبًا  لا يدري ما فيها، قَبُحَ مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات الله، ولم ينتفعوا بها، والله لا يوفِّق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده، ويخرجون عن طاعته؛؛؛ وما يحمله الرئيس الأمريكي للعرب، والمسلمين عمومًا أسفارًا، وعارًا، ودمارًا، وخُسرانًا واشعال نار الحروب في الخليج العربي!؛ بينما تفعل الإدارة الأمريكية العكس أو أي رئيس لأمريكا  فيقُدم كل الدعم المالي، والسياسي، والعسكري الخ...، لتقوية كلب الحراسة المغروس كالخنجر  في قلب الوطن العربي "عصابة الكيان الصهيوني المجرم"،  والغاصب لفلسطين من أجل رعاية وحماية مصالح الغرب، والذي يحمل دومًا للمحتلين تأييدًا، ودعمًا ومنُاصرة، ومؤازرة، ومساندة من غير حدود، ونقول على الرغم من ذلك المشهد المُظلم سوف يزول قريبًا ذلك الكيان الصهيوني فلا تنتظروا من الرئيس الأمريكي القادم، ومن الغرب عمومًا خيرًا "فما حك جلدك غير ظِّفَركَ" !. 
الباحث، والكاتب، والمحاضر  الجامعي، المفكر العربي، والمحلل  السياسي
الكاتب  الأديب  الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء  مصر، رئيس المركز  القومي لعلماء  فلسـطين
رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية
 [email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار