سعدية فرج الله.. جريحة فأسيرة فشهيدة

03 يوليو, 2022 06:27 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

الخليل-صلاح طميزي-لم ترتكب الشهيدة المسنة سعدية فرج الله، من بلدة اذنا غرب الخليل، "جرما" بحق الاحتلال عند زيارتها لابنتها التي تقيم بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف.

الشهيدة فرج الله (68 عاما) كانت ضحية عربدة وجرائم المستوطنين وجنود الاحتلال الذين فتحوا النار عليها في باحات الحرم وأصابوها بجروح قبل أن يتم اسرها، الى أن قضت في أقبية سجن "الدامون" بالأمس نتيجة لانهيار مفاجئ في صحتها، علما ان محامي نادي الاسير تقدم في اخر جلسة محاكمة لها بطلب لمحكمة الاحتلال لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتقديم العلاج لها.

واعتقلت قوات الاحتلال المسنة فرج الله قبل نحو اربعة أشهر بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف خلال زيارتها لابنتها التي تقيم بالبلدة القديمة من الخليل، بعد ان تم استفزازها من قبل عدد من المستوطنين الذين اعتدوا عليها بالضرب والشتائم، لتقوم احدى المجندات بإطلاق عدد من الأعيرة النارية الحية التي استقرت في جسدها، وتم اعتقالها مصابة ونقلها الى سجن الدامون.

"شقيقتي كانت تتمتع بصحة جيده قبل عملية اعتقالها وإطلاق الرصاص عليها، لم ترتكب جرما سوى انها كانت في زيارة لابنتها، لتتفاجأ برصاصات قوات الاحتلال التي اخترقت جسدها بعد تهديدها والاعتداء عليها من قبل المستوطنين" قال شقيقها الأكبر تيسير.

ويضيف، ان جرائم الاحتلال متواصلة بحق شعبنا الاعزل، وحجج الاحتلال حاضرة دائما لتبرير هذه الجرائم التي تطال الابرياء والمسنين، وذلك لكسر صمود شعبنا الفلسطيني المتمسك بأرضه، ومقدساته، وثوابته الوطنية.

حياة التي لم تشاركها امها فرحة تخرجها من كلية القانون بجامعة الخليل، لم تستطع الحديث.. غرقت بالبكاء، مستذكرة حنان امها التي تكفلت بتدريسها.

وتقول النسوة اللواتي اجتمعن في بيتها "رحمها الله سعدية، لم تذق طعم الفرح، وتكفلت برعاية ثمانية من ابنائها بعد انفصالها عن زوجها، لتوفر الدفء والحنان لهم، وتوفر بعض المال من الخيّرين لتدرس ابناءها، وتكون الام والاب والسند لعائلتها التي عانت من قسوة الحياة".

وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إن حكومة الاحتلال تواصل عمليات القمع والاذلال للأسرى والاسيرات في سجون الاحتلال، الى جانب سياسة الاهمال الطبي المتعمدة، وعدم تقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والانسانية بالتدخل لإنقاذ حياة الاسرى المرضى والمسنين القابعين في سجون الاحتلال بظروف صعبة، محملا الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الأسيرة المسنة سعدية فرج الله (68 عاما)، ومطالبا بفتح تحقيق لفضح الاحتلال وسياسته اللاإنسانية.

 وقال الناطق الاعلامي لوزارة الاسرى والمحررين أمجد النجار، إن الشهيدة سعدية فرج الله الاكبر سنا من بين 32 اسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال، وتعتبر ضحية من ضحايا سياسة الاهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، مشيرا الى ان الحركة الاسيرة قدمت 230 شهيدا في سجون الاحتلال منذ العام 67.

وطالب النجار بإجراء تحقيق دولي للوقوف على ظروف استشهادها، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليتها في ظل مواصلة الاحتلال عمليات القتل البطيء والممنهج في سجون الاحتلال التي لا تحترم القوانين والمواثيق الدولية التي كفلت حق الاسير وحقوقه.

وطالبت مؤسسة الضمير في بيان لها المجتمع الدولي بالعمل الجاد من أجل تشكيل لجنة تحقيق محايدة للكشف عن ملابسات استشهاد الاسيرة سعدية فرج الله، بالتزامن مع مواصلة حكومة الاحتلال سياسة الاهمال الطبي.

وتشير إحصائية مؤسسة الضمير إلى أنه باستشهاد سعدية فرج الله (مطر) يرتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال إلى ما يقارب (229) معتقلا نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الممارس بحقهم، في ظل تخاذل المجتمع الدولي وتقاعسه عن التدخل لحماية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، الذي يشكل عنصر دعم وتشجيع لدولة الاحتلال الإسرائيلي لاقتراف المزيد من الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين.

 واكد البيان، أن ما حدث مع الشهيدة فرج الله، هو نتيجة لسياسة الاهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال، وحكومة الاحتلال، معتبرا ذلك انتهاكا واضحا للاتفاقيات والمعايير الدولية، ويتنافى مع المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979 و1990، والتي أكدت حماية صحة السجناء والرعاية الطبية للأشخاص المحتجزين، واعتبرت أن أي مخالفة في هذا الجانب ترقى إلى درجة المعاملة غير الإنسانية.

 وطالبت مؤسسة الضمير المجتمع الدولي بالعمل الجاد من أجل تشكيل لجنة تحقيق محايدة للكشف عن جرائم الاحتلال وظروف استشهاد الاسيرة، كما طالبت المؤسسات الانسانية والدولية بالتدخل الفوري لضمان توفير الرعاية الصحية لآلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال في ظل الاوضاع الصحية الصعبة.

 ونعت حركة التحرير الوطني فتح في بلدة اذنا في بيان لها الشهيدة فرج الله، وحملت الاحتلال المسؤولية عن حياة الاسرى في سجون الاحتلال، وطالبت بالإفراج العاجل عن الاسرى المرضى والمسنين والاطفال.

ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيدة فرج الله، في معهد الطب العدلي لتشريحه، وترتقب العائلة خبرا للإفراج عن جثمانها ليوارى الثرى في مسقط راسها ببلدة اذنا غرب الخليل.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار