الكيان الصهيوني والخداع الإستراتيجي ..!

15 يوليو, 2022 08:42 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

رام الله -لقد نجحت الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية التي ارسيت قواعدها بعد حرب اكتوبر 1973م، والمرتكزة على اساس تبريد الصراع العربي الإسرائيلي إلى أقصى درجة ممكنه أو (تقليص الصراع كما يقولون) أو انهائه، واستحداث صراعات بديلة عنه، مثل صراعات داخلية في معظم الاقطار العربية من جهة، وصراعات بينية فيما بينها مع بعضها البعض، وصراعات بينها وبين دول الجوار العربي مثل إيران تركيا واثيوبيا ..
تكون أعلى حدة من كافة مراحل ما كان يعرف (بالصراع العربي الإسرائيلي) ..
وبالتالي القفز عن أم القضايا وأم المشاكل المزمنة التي تعاني منها الأمة العربية والتي كانت توصف سابقا بالقضية العربية أو القضية المركزية، وفي جوهرها القضية الفلسطينية، لتصبح القضية المركزية قضية هامشية، مركونة في الزاوية وفي آخر اهتمامات السياسات العربية.
هكذا تجني الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني اليوم ثمار هذه الإستراتيجية المحكمة والتي جرى تطبيقها وتنفيذها بإحكام، وتدخل الكيان الصهيوني وتنقله إلى مرحلة سياسية جديدة من التكريس في جغرافيا المنطقة وبناء علاقاته الجيوسياسية والإقتصادية والأمنية، بما يكفل له استمرار التمدد والتوسع له في الفضاء الجغرافي العربي، دون أي شعور بالذنب أو دون تحمل أي مسؤولية سياسية أو قانونية أو أخلاقية، تجاه ما اقترفه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني والأمة العربية على مدى أربع وسبعين عاما من الإغتصاب والمعاناة ومن قتل وتشريد وممارسة جرائم التطهير العرقي واغتصاب لوطنه فلسطين ولحقوقه المشروعة فيه.
نعم لقد أوصلت هذه الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية المنطقة العربية والعالم إلى حالة (من العمى السياسي والأخلاقي) عن كافة ممارسات الكيان الصهيوني المجافية والمنافية لقواعد القانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولكافة قراراتها، وجعلت من الكيان الصهيوني كيانا فوق القانون وفوق الشرعية الدولية وقراراتها وفوق كافة كيانات المنطقة ..!
على أمل ترسيخ الوجود والديمومة للكيان الصهيوني، وتحقيق الأمن والسلام له على حساب الحقوق العربية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه.
هنا قد تكاملت سياسات القوى الإقليمية (من إيران وتركيا وأثيوبيا إضافة إلى ... والكيان الصهيوني) مع هذه الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية في إيصال العالم العربي وقضيته المركزية (القضية الفلسطينية) إلى ما وصلت إليه من تردي وذل وهوان ...!
والقادم سوف يكون أعظم وأخطر من خلال تغلغل الكيان الصهيوني مستقبلا في العديد من الدول العربية وما سينتج عن ذلك من هيمنة سياسية وأمنية واقتصادية على سياسات واقتصادات العديد منها.
لكن تبقى القضية الفلسطينية عصية على الموت والزوال، وستبقى بيد شعبها الفلسطيني الصامد في الوطن وفي خارجه والذي لن ولم يرفع الراية البيضاء ..
الشعب الفلسطيني ليس كما بشريا فائضا يمكن تسكينه هنا أو هناك أو تركيعه، الشعب الفلسطيني يبلغ اليوم خمسة عشر مليونا من البشر من العرب، المؤهل والنوعي نصفه صامد في وطنه ويزيد عن عدد المستوطنين من اليهود المغتصبين لوطنه، والنصف الآخر منتشر في محيطه العربي والعالم ... هذا ما يقلق الكيان الصهيوني ويقضُ مضجعه، ويجعله يعيش أزمة وجودية تتعمق يوما بعد يوم، فلم يستطيع القضاء عليه، ولم يستطيع استيعابه في كيانه الغاصب كما فعلت الدول الإستيطانية الناجحة التي أقيمت في العالم الجديد مثل نيوزيلندا أو استراليا أو كندا أو أمريكا، حيث جرى أولا إبادة السكان الأصليين أو اغلبهم لتلك الدول ومن ثم تم تأسيس كيانات جديدة وحديثه جرى استيعاب من بقي على قيد الحياة من السكان الأصليين فيها ثانيا كمواطنين في تلك الدول الإستيطانية الحديثة المنشأة.
من هنا نقول أن المشروع الصهيوني والسياسات الأمريكية الداعمة له، تمارس أكبر عملية خداع سياسي استراتيجي لنفسها وللعالم، وتوهم نفسها بالنجاح في تصفية القضية الفلسطينية بالتهرب من استحقاقاتها، وتأجيل حلها أو وضع نهاية مقبولة وعادلة لها ..
مما يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيؤجج الصراع بينهما آجلا أم عاجلا، وسيحول دون الوصول بالطرفين إلى الحلول الوسط مثل (حل الدولتين)..
ليفرض بالتالي حلا تاريخيا جذريا يجب أن يقوم على أسس استعادة الحقيقة التاريخية والإجتماعية والقانونية لإقليم فلسطين وشعبها، وسيكتشف حينها قادة الكيان الصهيوني ومجتمعه الإستيطاني وداعميه من انجليكان وغيرهم، حجم الخديعة التاريخية والسياسية والقانونية التي وقعوا فيها وأوقعوا المنطقة والعالم بها أيضا.
يرونه بعيدا ونراه قريبا وإنا لصادقون.
د. عبد الرحيم جاموس.
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
15/7/2022
[email protected]

ملاحظات اخرى

الكيان الصهيوني والخداع الإستراتيجي ..!
بقلم د. عبد الرحيم جاموس
لقد نجحت الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية التي ارسيت قواعدها بعد حرب اكتوبر 1973م، والمرتكزة على اساس تبريد الصراع العربي الإسرائيلي إلى أقصى درجة ممكنه أو (تقليص الصراع كما يقولون) أو انهائه، واستحداث صراعات بديلة عنه، مثل صراعات داخلية في معظم الاقطار العربية من جهة، وصراعات بينية فيما بينها مع بعضها البعض، وصراعات بينها وبين دول الجوار العربي مثل إيران تركيا واثيوبيا ..
تكون أعلى حدة من كافة مراحل ما كان يعرف (بالصراع العربي الإسرائيلي) ..
وبالتالي القفز عن أم القضايا وأم المشاكل المزمنة التي تعاني منها الأمة العربية والتي كانت توصف سابقا بالقضية العربية أو القضية المركزية، وفي جوهرها القضية الفلسطينية، لتصبح القضية المركزية قضية هامشية، مركونة في الزاوية وفي آخر اهتمامات السياسات العربية.
هكذا تجني الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني اليوم ثمار هذه الإستراتيجية المحكمة والتي جرى تطبيقها وتنفيذها بإحكام، وتدخل الكيان الصهيوني وتنقله إلى مرحلة سياسية جديدة من التكريس في جغرافيا المنطقة وبناء علاقاته الجيوسياسية والإقتصادية والأمنية، بما يكفل له استمرار التمدد والتوسع له في الفضاء الجغرافي العربي، دون أي شعور بالذنب أو دون تحمل أي مسؤولية سياسية أو قانونية أو أخلاقية، تجاه ما اقترفه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني والأمة العربية على مدى أربع وسبعين عاما من الإغتصاب والمعاناة ومن قتل وتشريد وممارسة جرائم التطهير العرقي واغتصاب لوطنه فلسطين ولحقوقه المشروعة فيه.
نعم لقد أوصلت هذه الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية المنطقة العربية والعالم إلى حالة (من العمى السياسي والأخلاقي) عن كافة ممارسات الكيان الصهيوني المجافية والمنافية لقواعد القانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولكافة قراراتها، وجعلت من الكيان الصهيوني كيانا فوق القانون وفوق الشرعية الدولية وقراراتها وفوق كافة كيانات المنطقة ..!
على أمل ترسيخ الوجود والديمومة للكيان الصهيوني، وتحقيق الأمن والسلام له على حساب الحقوق العربية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه.
هنا قد تكاملت سياسات القوى الإقليمية (من إيران وتركيا وأثيوبيا إضافة إلى ... والكيان الصهيوني) مع هذه الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية في إيصال العالم العربي وقضيته المركزية (القضية الفلسطينية) إلى ما وصلت إليه من تردي وذل وهوان ...!
والقادم سوف يكون أعظم وأخطر من خلال تغلغل الكيان الصهيوني مستقبلا في العديد من الدول العربية وما سينتج عن ذلك من هيمنة سياسية وأمنية واقتصادية على سياسات واقتصادات العديد منها.
لكن تبقى القضية الفلسطينية عصية على الموت والزوال، وستبقى بيد شعبها الفلسطيني الصامد في الوطن وفي خارجه والذي لن ولم يرفع الراية البيضاء ..
الشعب الفلسطيني ليس كما بشريا فائضا يمكن تسكينه هنا أو هناك أو تركيعه، الشعب الفلسطيني يبلغ اليوم خمسة عشر مليونا من البشر من العرب، المؤهل والنوعي نصفه صامد في وطنه ويزيد عن عدد المستوطنين من اليهود المغتصبين لوطنه، والنصف الآخر منتشر في محيطه العربي والعالم ... هذا ما يقلق الكيان الصهيوني ويقضُ مضجعه، ويجعله يعيش أزمة وجودية تتعمق يوما بعد يوم، فلم يستطيع القضاء عليه، ولم يستطيع استيعابه في كيانه الغاصب كما فعلت الدول الإستيطانية الناجحة التي أقيمت في العالم الجديد مثل نيوزيلندا أو استراليا أو كندا أو أمريكا، حيث جرى أولا إبادة السكان الأصليين أو اغلبهم لتلك الدول ومن ثم تم تأسيس كيانات جديدة وحديثه جرى استيعاب من بقي على قيد الحياة من السكان الأصليين فيها ثانيا كمواطنين في تلك الدول الإستيطانية الحديثة المنشأة.
من هنا نقول أن المشروع الصهيوني والسياسات الأمريكية الداعمة له، تمارس أكبر عملية خداع سياسي استراتيجي لنفسها وللعالم، وتوهم نفسها بالنجاح في تصفية القضية الفلسطينية بالتهرب من استحقاقاتها، وتأجيل حلها أو وضع نهاية مقبولة وعادلة لها ..
مما يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيؤجج الصراع بينهما آجلا أم عاجلا، وسيحول دون الوصول بالطرفين إلى الحلول الوسط مثل (حل الدولتين)..
ليفرض بالتالي حلا تاريخيا جذريا يجب أن يقوم على أسس استعادة الحقيقة التاريخية والإجتماعية والقانونية لإقليم فلسطين وشعبها، وسيكتشف حينها قادة الكيان الصهيوني ومجتمعه الإستيطاني وداعميه من انجليكان وغيرهم، حجم الخديعة التاريخية والسياسية والقانونية التي وقعوا فيها وأوقعوا المنطقة والعالم بها أيضا.
يرونه بعيدا ونراه قريبا وإنا لصادقون.
د. عبد الرحيم جاموس.
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
15/7/2022
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار