الكيان الصهيوني سيبقى عاملُ هدمٍ واستنزاف في المنطقة ..!

14 اغسطس, 2022 10:07 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

رام الله -إن   مايجري  وما جرى  في بعض الدول العربية  المتباينة  من قلق وتعثر  في خططها التنموية والنهضوية ،  اضافة الى حالات  عدم الإستقرار السياسي  وفشلها في تحقيق الأمن والرفاه  كشرطين اساسيين من شروط  تحقيق الدولة الناجحة ،  يضاف الى ذلك الإرتدادات القبلية والجهوية والطائفية والإثنية  وتكريس حالة التشظي المجتمعي  لدى بعضها  ، كلُ ذلك   يعدُ نتيجة طبيعية للزلزال المركزي  الذي أحدثه في المنطقة   وجود  وقيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ،   قلب الوطن العربي ، ومصادرته للحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني في وطنه ،  وفي مقدمتها حق العودة والحرية والمساواة و حق تقرير المصير  .
إن هذا الوضع الكارثي لبعض الدول العربية ،     يمثل   هزات ارتدادية للزلزال المركزي الذي يتمثل في استمرار وجود الكيان الصهيوني  الكولنيالي التوسعي والعنصري    في فلسطين المحتلة  ..
 لن يجدي  التعامل مع نواتج الهزات الإرتدادية  وغض الطرف عن  نواتج الزلزال المركزي دون مواجهة ومعالجة حقيقية  ... 
 لأن الأمن والسلام والإستقرار والازدهار في المنطقة العربية ،  كما الحرب والدمار تبدأ من القدس و من فلسطين ... وهما  مؤشر لايكذب عن حالة الإقليم .. عبر التاريخ قبل الإسلام وبعده ..
 عندما تضعف المنطقة وتهون على نفسها تحتل فلسطين والقدس ،  وعندما تنهض وتقوى  وتتضامن وتتوحد  تحرر فلسطين والقدس  ، ولذا هي عبر التاريخ تستهدف لذاتها ولما تمثله ازاء المنطقة عامة  ... 
الكيان الصهيوني  سيبقى عامل هدم واستنزاف للجميع دون استثناء  ...  حتى لو وقعت  معه جميع دول المنطقة  اتفاقات سلام .. مالم  تحل القضية الفلسطينية  حلا عادلا  مقبولا يحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه من حق العودة الى حق الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، وبالتالي لا يمكن أن تشهد المنطقة الإستقرار والأمن والرفاه والازدهار  دون انهاء الصراع وحل القضية الفلسطينية  حلا عادلا .. 
الكيان الصهيوني ونخبه المتعاقبة  تسعى للقفز على جوهر الصراع  ولا تفكر سوى بإستمرار فرض سيطرتها بالقوة   ، والتعامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته كقضية  امنية فقط .. وهذا  لن يأتي لها وله   بالأمن او بالسلام  ، ويريد الكيان الصهيوني  ويسعى جاهدا  الى  تصدير القضية الفلسطينية ونواتجها الى   الدول العربية  وخاصة منها دول الجوار ،  لتتحمل مسؤلية حلها على أرضها وعلى حساب مصالحها .. بدءا من فرض سياسة  التوطين للفلسطينيين حيث هم في الدول العربية او غيرها ..
 ومن ثم العمل على اتباع سياسات التفريغ والتهجير للفلسطينين الصامدين في وطنهم  ايضا الى  للدول العربية وغيرها ...
 و من ثم  فرض السيطرة الكاملة على إقليم  فلسطين  فارغة من أهلها و شعبها الأصلي وتكريس الكيان الكلونيالي التوسعي العنصري . 
هنا  تكمن الضربة القاضية لكل الدول العربية ومشروعها النهضوي والوحدوي ،  حيث يصبح الكيان الصهيوني  هو الكيان  المسيطر والمهيمن والمتنفذ على  المنطقة  العربية .. وتشاركه  في هذة السياسات والتوجهات  قوى اقليمية  أخرى. 
إن التراجع و الإنهيار المتتابع  لمواقف وسياسات بعض الدول العربية خلال العقدين المنصرمين  قد  جاء وفق مخططات صهيونية استعمارية  لتصفية القضية الفلسطينية  وتكريس الكيان الصهيوني ...
 لا بد من وقف هذة التراجعات و الإنهيارات في مواقف بعض الدول العربية و وضع حد لعلاقاتها  غير المتوازنة بل والشاذة مع الكيان الصهيوني ،  ليس دفاعا عن القدس وفلسطين فقط ،  وانما دفاعا عن ذاتها وعن مصالحها الوطنية  ،   قبل  ان يكون دفاعا عن القدس وفلسطين ومصالح الشعب الفلسطيني ، الذي لازال يُسطر اسمى آيات الصمود في وجه الغطرسة  وجبروت القوة الكلونيالية العنصرية  الصهيونية   ... 
لنا  في تاريخ الصراعات التي شهدتها المنطقة عَبر التاريخ  العِبرة ... تذكروا  دائما  المعارك الكبرى  في التاريخ العربي ، اليرموك ثم حطين ثم عين جالوت.. اين وقعت هذة المعارك الفاصلة.. وهل هي كانت  من اجل فلسطين  فقط ، ام من اجل المنطقة عامة  ؟!
على اية حال القادم سوف يثبت فشل السياسات المتهافته لبعض الدول العربية  على تطبيع العلاقات  مع الكيان الصهيوني  ، وستقوي خصومها عليها بدءا من ايران الى تركيا الى الكيان الصهيوني نفسه  الى اثيوبيا ... وتلك القوى الإقليمية   تتنافس فيما بينها  بشأن مدى  السيطرة والنفوذ  لكل منها  ،  وتتكامل في الاهداف والغايات ،   في مدِ هيمنتها وبسطِ نفوذها على  المنطقة العربية..والعمل على مواجهة اي مشروع عربي نهضوي وحدوي يحقق السيادة  للدول العربية على الوطن العربي ويحقق مشروع الدولة الناجحة  والآمنه والمزدهرة عربيا  .

 د. عبدالرحيم جاموس 
14/8/2022 م

[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار