الغرب ما بين الحرية المطلقة  والهبوط القيمي ..!

24 نوفمبر, 2022 09:45 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

رام الله - يظن الكثيرين أن الغرب  الأوروبي  يمثل مهد الحرية والقيم الإنسانية متناسين أن الشرق كان فيه الوجود الإنساني بقيمه الخضارية والإنسانية أسبق بكثير من وجود الغرب   وقيمه الحديثه ، التي تقوده اليوم الى  الإنحطاط  الأخلاقي والقيمي بسبب الشطط في تطبيقات الحرية الفردية المطلقة التي يأخذ بها  دون ادنى ضوابط تراعى  الحفاظ على الأسرة و المحتمع  وحتى على  الفطرة الطبيعية التي فطر عليها الخَلق ..
لقد ظهرت وزيرة الداخلية  الألمانية امس اثناء تشجيعها لفريقها في مباراته مع اليابان وقد وضعت على ذراعها شارة المثلية في تحدٍ  منها للإجراءات المتخذة من قبل الدولة المنظمة للألمبياد دولة قطر ، والتي من ضمنها حظر مثل هذة الشارة للمثليين والترويج لها و لشعاراتهم لتعارضها مع القيم الدينية (اليهودية والمسيحية والإسلامية)  ، و لتعارضها وتناقضها مع الفطرة الطبيعية التي فطر عليها  الخلق من بني البشر وكافة المخلوقات الحيوية ، ولا يمكن لمفاهيم الحرية المطلقة أن تكسر قوانين الطبيعة وقوانين الخالق  التي بات الإلتزام بها يمثل تخلفا وقمعا للحرية في نظر هذا الغرب المتهافت والساقط  بإسم الحرية الفردية و حرية التعبير المطلقة من عقالها  ، كما جاءت  الصورة التي التقطت وتشرت للفريق الألماني قبيل انطلاق المباراة مع الفريق الياباني تعبر عن احتجاجه  على  اجراءات الدولة القطرية التي حظرت نشر  اعلام وشعارات المثليين بوضع ايديهم على افواههم ، كإشارة الى ان قطر تقمع حرية الرأي والتعبير ..!
ليس من حق المانيا ومعها الغرب كله أن يفرض قيمه ومفاهيمه  الدينية والاخلاقية على غيره من الدول والشعوب التي لا ترى في مثل تلك القيم إلا شذوذا وسقوطا قيميا واخلاقيا لتعارضها مع ما تؤمن به من قيم ومبادئ وأخلاق..
على المانيا وغيرها من دول الإنحدار القيمي والأخلاقي أن تدرك  أن حريتها تقف عند حدود حرية وقيم  الآخرين ولا يحق لها تجاوزها تحت اي مسميات كانت ، كما تقف حرية الفرد عند حدود حرية الأفراد الآخرين .
قطر ومعها كافة الدول العربية والإسلامية وكثير من دول العالم وخاصة منه الشرق كافة يجمع على رفض تلك القيم الغربية  الهابطة أن تنتشر في مجتمعاته ودوله لإعتبارته العقدية والقيمية و عاداته وتقاليده   الراسخة ، إن  مجتمعات تلك الدول قد  حافظت على احترام قيم وعقائد شعبها وبالتالي ترفض  نشر واباحة مثل هذة القيم الهابطة والمنافية للطبيعة والفطرة الإنسانية في دولها بإسم الحرية الفردية المطلقة وحرية التعبير   المنفلتة من عقالها  ...الخ  ، التي باتت تهدد  مستقبل حياة و وجود وبقاء  تلك المجتمعات المنحلة  ...!
كان احرى بالوزيرة الألمانية أن تحترم وتلتزم الإجراءات المتخذة من قبل الدولة المنظمة للالمبياد  هي وفريقها على السواء .
هكذا تحت مسمى الحرية  وحرية التعبير المطلقة انتشرت الرذيلة  في الغرب وتم شرعنتها في الكثير من المجتمعات والدول الغربية  ويسعون الى  تعميمها  على كافة الدول  في العالم .
أننا مع الحرية التي تحفظ للإنسان كرامته وللمجتمع وحدته وتطوره ومستقبله  وتحافظ على فطرته ، ولسنا مع أي حرية تتعارض مع القيم الدينية ومع العادات والقيم الأخلاقية التي تتسم بها مجتمعاتنا العربية والشرقية .
د. عبدالرحيم جاموس 
[email protected] 
24/11/2022م

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار