نحن والعقوبات الإسرائيلية

08 يناير, 2023 08:39 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -ثار جدل خلال اليومين الماضيين حول نتائج الاجتماع الأول لكابينت حكومة نتنياهو السادسة، والذي فرض مجموعة عقوبات على بعض الشخصيات الوزارية والديبلوماسية الفلسطينية التي تتابع ملاحقة إسرائيل الاستعمارية في المنابر الأممية، هذا واكد كل من سموتيريش، وزير المالية، وبن غفير، وزير ما يسمى الامن القومي، وغيرهم من وزراء الليكود، ان ما تم تبنيه من عقوبات ليست سوى الدفعة الأولى من العقوبات الشخصية والجماعية.
ومن حيث المبدأ مطلوب علينا الفصل بين مستويين في التعاطي مع هذا الانتهاك الاسرائيلي، الأول ضرورة شن حملة سياسية وديبلوماسية فلسطينية وعربية واممية على نهج الحكومة الفاشية بزعامة نتنياهو، وابقاءها تحت المجهر لفضحها وتعريتها ساعة بساعة ويوما تلو الاخر، لكشف وجهها الحقيقي امام الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي، ولاحراج الإدارة الأميركية ومن لف لفها من الداعمين للحكومة الاجرامية، ووضعها في موقع الاتهام، لانها تتحمل الجزء الأساس من المسؤولية السياسية والديبلوماسية والقانونية عن موبقات تلك الحكومة المارقة، كونها تغطي حتى اللحظة عوراتها وانتهاكاتها ليس لمصالح وحقوق الشعب العربي الفلسطيني فقط، انما كونها تستبيح وتصفي امام الملأ عملية السلام، وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، الذي تدعي الولايات المتحدة انها تتبناه وتؤيده. مع ان الحقيقة الماثلة للعيان، تؤكد ان هناك بونا شاسعا بين القول والحقيقة على الأرض. لا سيما وانها يوم الخميس الماضي (5 كانون 2 / يناير الحالي) حالت دون مجرد اصدار بيان من مجلس الامن الدولي يدين اقتحام الفاشي بن غفير المسجد الأقصى.
اضف لذلك، ان ملاحقة الحكومة الإسرائيلية وجرائمها اليومية ضد أبناء الشعب الفلسطيني تسلح القيادة باوراق قوة إضافية لملاحقة أركانها وزعرانها سياسيين ومدنيين. لان وزارة الإرهاب لن تتورع عن ارتكاب أي جريمة تحقق اهدف التطهير العرقي والعنصرية والكراهية والقتل الفردي والجماعي ضد الفلسطينيين بغض النظر عن هويتهم السياسية او الدينية، وتقدم يوميا بالوثائق والشواهد مستندات ملاحقتها كحكومة فاشية، وترفد القيادة الفلسطينية بمصداقية اعلى واكبر امام العالم أولا لمصداقيتها، وثانيا لرغبتها في التمسك بالسلام، وثالثا لرفض الإرهاب والجريمة، ورابعا كونها تدفع من دم ولحم أبناء الشعب يوميا فاتورة دفاعها عن الحد الأدنى من حقوق شعبها الواقع تحت نير الاستعمار الفاشي. وهذا يمنحها قوة اضافية لملاحقة وزارة الموت والجريمة المنظمة الإسرائيلية وبالتالي يفترض مواصلة هذا النهج دون توقف، او خشية من اية عقوبات، او التلكؤ او التراجع امام اية ضغوط يمكن ان تفرض على القيادة الفلسطينية.
المستوى الثاني الواجب الانتباه له، معروف وراسخ في الوعي الفلسطيني الجمعي، ولا يمكن لكائن من كان ان يمحوه او يزيله من الذاكرة الفردية او الجمعية الفلسطينية، وهو ان إسرائيل بقضها وقضيضها ولدت وتأسست كدولة شيطانية، دولة فاشية، وقامت بالارتكاز على عملية تطهير عرقي واسعة، عمدتها بالعشرات من المجازر والمذابح الوحشية، ومازالت حتى يوم الدنيا هذا تواصل مسلسها وانتهاكاتها الاجرامية والوحشية ضد أبناء الشعب حيثما وجدوا. وبالتالي اية عقوبات جديدة، واي كان نوعها، وحجم فاشيتها ونازيتها لا يضيف جديدا لاي طفل فلسطيني. لان من ولد اليوم من الفلسطينيين يعي بالوراثة همجية وحثالة ودونية دولة الاجلاء والاحلال الصهيونية، ورضع من حليب امه المعاناة التاريخية لشعبنا.
اذا على الجميع قيادات وكوادر وموظفين ومناضلين واناس عاديين، ان يكون مستعدا لما هو أسوأ من الجرائم والمذابح والاجتياحات والاعتقالات والاغتيالات والمصادرة والتهويد وسحب الهويات ليس من المقدسيين فقط، وانما من أي فلسطيني يقيم على ارض الإباء والاجداد، وليس سحب بطاقة ال VIP او أي امتياز آخر. وبالتالي المطلوب من القيادة تكليف الاخوة في وزارة الشؤون المدنية جمع البطاقات من كل حملة بطاقة الشخصيات المهمة، واحراقها امام مستعمرة بيت ايل ليكون درسا لاركان حكومة نتنياهو، وأيضا درسا للعالم، والتأكيد لكل أصحاب القرار في العالم ان أهمية القيادات الفلسطينية لا يعود لحمل البطاقة التافهة، وانما كونه يحمل راية المشروع الوطني، ويدافع بثبات عن حقوق واهداف الشعب والأمة وانصار السلام في العالم؛ وعلى صعيد آخر اعتماد المواصلات العادية، وليس سيارات ال VIP على المعبر لتكريس صورة القيادي المناضل، الذي لا يتميز عن أبناء الشعب، والاهم تعزيز روح المقاومة الشعبية، واجراء مراجعة شاملة لبرنامج المواجهة مع دولة الاستعمار الصهيونية على اكثر من مستوى وصعيد، والابتعاد عن سياسة الانتظار.
[email protected]
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار