عمرو الخمور.. وداعة طفل على عرش الشهادة

17 يناير, 2023 01:02 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

بيت لحم -عنان شحادة-كانت الساعة تشير قرابة الخامسة والنصف صباحا، عندما تعالت الأصوات في حي "الجراشية" على أطراف مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، معلنة أن الطفل عمرو خالد لطفي الخمور (14 عاما) قد أصيب برصاص الاحتلال في الرأس، وأن اصابته خطيرة.  

ساعات قليله مرت، حتى أعلن مصدر طبي في مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا، عن استشهاده، (الاثنين الموافق 16-1-2023)، ليتربع بذلك على عرش الشهادة كطفل وديع وحالم.  

ومخيم الدهيشة الواقع على مساحة (1.5) كم متر مربع، ودع منذ بداية العام الجاري طفلين شهيدين، آدم عياد في الثالث من الشهر الجاري، ثم الخمور.  

الخمور، ابن الصف التاسع بمدرسة ذكور الدهيشة الإعدادية، لم يكن يعلم ان الاحتلال يتربص بأحلامه في العيش الكريم واللعب كباقي الأطفال.

"آخر ما طلب مني إعطائه خمسة شواقل، أخذها وذهب الى الدكان واشترى عصيرا وعاد.. الله يرضى عليه ويتقبله شهيدا"، قالت والدته، وأضافت "كان حنونا جدا، محبوبا، يخلق أجواء مرحه في المنزل، كل واحد بعرفه بحبه، وآخر ما عمله أحضر لي غسيل الملابس".  

والشهيد الخمور ينحدر من عائلة مناضلة، والده أمضى قرابة ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، وشقيقه الأكبر جريح وأسير محرر، والأخر يقبع في سجون الاحتلال منذ قرابة خمسة أشهر.  

والده الخمسيني قال إن ابنه طفل مثل أي طفل في العالم، كان يبحث عن الحياة، ويحب السباحة والدبكة والخروج في رحلات، وكان يملك قلوب كل من يعرفه.. وكان اجتماعيا يتنقل في حارات وأحياء المخيم، ويحب صداقة الآخرين.  

وأضاف "ابني كان مشاكسا، لطيفا، آخر مرة اجتمعنا قبل استشهاده بساعات قليله، عندما أوقد النار للتدفئة والتف حولها جميع أصدقائه، وأخذ يمازح الجميع وتعالت ضحكاتهم، تحدث عن الذين سبقوه بالاستشهاد من عمر مناع وآدم عياد وآخرين من المخيم وخارجه".  

صديقه بشار اللحام لم يفارق جثمانه، بقي بالقرب منه، أمسك بيد والد الشهيد وسط حسرة وبكاء، قال: كان عمرو أخوي وصديقي لم نفارق بعض حتى في نفس المقعد الدراسي، كان يحب ان يجتمع مع أصحابه وكأنه كان يودعنا، محبوب جدا، سهرنا قبل استشهاده وضحكنا كثيرا.  

أحد مدرسيه (...)، تحدث عن عمرو بوصفه قائد اجتماعي، وشخصية محببة لجميع الطلبة في المدرسة، مشيرا الى انه كان مبدعا في المواد اللامنهجية من فنون ورياضة، ويجد نفسه فيها من خلال مساحات للتعبير والحركة.  

وتابع: كان الشهيد عمرو لديه ذكاء اجتماعي عال، ولو اتيحت له الفرصة بالاستمرار في الحياة لكان له دور اجتماعي مميز، وكان يبحث دوما عن الحيز المكاني والتعبير في مجال ابداعي وليس الحيز المضبوط.  

وطالب المدير الإداري في مديرية التربية والتعليم في بيت لحم بسام جبر، المؤسسات الحقوقية والمهتمة بقضايا الطفولة بالتدخل لوضع حد لسياسة الاحتلال الغاشمة بحق أطفالنا.  

وشيع جثمان الشهيد أمس الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في قرية ارطاس جنوب بيت لحم.  

وبارتقاء الطفل خمور، ترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 14 شهيدا، بينهم 4 أطفال.  

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار