خلفيات زيارة بايدن لاوكرانيا

22 فبراير, 2023 10:04 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -عشية الذكرى السنوية الأولى لحرب الغرب بزعامة الولايات المتحدة بالوكالة في أوكرانيا، زار الرئيس الأميركي جو بايدن كييف والتقى اول امس الاثنين الموافق 20 فبراير الحالي الرئيس فولاديمير زيلينسكي مؤكدا وقوف بلاده ودول أوروبا الغربية الى جانبه، وتقديم كل الدعم العسكري والمالي له حتى هزيمة روسيا الاتحادية، وتفكيكها والسيطرة على منشآتها النووية. كما ذكر الرئيس الروسي أمس الثلاثاء الموافق 21 فبراير الحالي امام الجمعية الفيدرالية الروسية في خطابه السنوي، وحسبه في مداخلته التي استمرت ساعتين، اعد الغرب أوكرانيا للحرب قبل نشوبها، وقدم لها حتى الان 150 مليار دولار أميركي لتحقيق الهدف المذكور انفا.
وكانت زيارة رئيس الإدارة الأميركية تتويجا لزيارات معظم قادة أوروبا الغربية ورئاسة الاتحاد الأوروبي وقيادة حلف الناتو لاوكرانيا، الذين أكدوا مساندتهم اللا مشروطة للرئيس زيلينسكي ونظامه السياسي، وسددوا الاستحقاقات المطلوبة منهم حتى الان. لا سيما وان الرئيس الاوكراني قَبلْ ان تكون بلاده رأس حربة ضد روسيا الاتحادية في حرب الخاسر الأكبر فيها أوكرانيا. لانها، أولا ليست حربها؛ ثانيا هي حرب بالوكالة عن الغرب الرأسمالي بزعامة اميركا؛ ثالثا بكل المعايير العسكرية والاقتصادية والمالية، ورغم دعم مشعلوا الحرب بزعامة اميركا العسكري والمالي، لا يمكن ان تكون ندا للدب الروسي؛ رابعا فتح الكرملين الباب واسعا امام تطوير قوته النووية، بعدما علق امس العمل بمعاهدة ستارت للحد من الأسلحة الاستراتيجية.
وكما ذكرت فيما سبق حول الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، ووفق ما أكد بوتين مرارا في تصريحاته وخطاباته وآخرها امس، من المستحيل هزيمة روسيا في ميدان المعركة. لانها تملك القوة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية لهزيمة الغرب، واقتصاد بلاده رغم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها اعداءها عليها مازال قويا، وهي ليست بحاجة الى قروض، ولدى البنوك الروسية ارصدة ضخمة، أضف الى ان الزعيم الروسي يعمل مع شركائه الدوليين لإنشاء نظام مصرفي مستقل عن الدولار الأميركي. وبالتالي رهان الغرب على هزيمة روسيا الاتحادية من خلال حرب الاستنزاف في أوكرانيا، وتطويقها بكم هائل من العقوبات الاقتصادية والتجارية والمالية والديبلوماسية والإعلامية لم تأت اوكلها.
إذا زيارة ساكن البيت الأبيض لكييف المنكوبة بالحرب، التي اشعلتها نتيجة سياساتها وتقديراتها غير الدقيقة، وقبولها ان تكون بؤرة حرب الغرب على روسيا الاتحادية استباقا لاعادة تشكل النظام العالمي الجديد، الذي شق طريقه الى النور منذ ما يزيد على العقد، رغم رفض واشنطن الاعتراف بذلك، لم تحمل جديدا عسكريا او ماليا، وحتى الجانب المعنوي، ليس بالامر الذي يوازي شيئا من الخسائر الفادحة التي تكبدها الشعب الاوكراني.
وكان الرئيس الاوكراني أكد في اكثر من تصريح، واخرها قبل وصول الرئيس بايدن للقائه اول امس، ان المواجهة مع القوات الروسية تتصاعد بضراوة، مما دعاه للمطالبة بطائرات حربية متطورة، واسلحة بعيدة المدى لصد الهجوم الروسي في خاركييف وزاباروجيا وباخموت الواقعة على خط الجبهة في دونيتسك. وهو ما يؤكد، ان الدعم العسكري الغربي متعدد الأوجه والصنوف من الأسلحة، لم يحقق اية نتيجة ترجى. وان المطالبة بالمزيد من الطائرات والصواريخ والدبابات الألمانية والأميركية والبريطانية والفرنسية وغيرها من الدول الأقل شأنا في ميدان التسلح يكشف عدم جدوى تلك الأسلحة، وإذا كان هناك من مردود لها، فانه يتمثل في استنزاف روسيا الاتحادية وجيشها قبيل دخول أوروبا كلها لميدان الحرب المباشرة. لان الولايات المتحدة الأميركية ستحرص على عدم التورط المباشر مع الدب الروسي، إسوة بما فعلته في الحرب العالمية الثانية 1939 /1945.
لكن وفق سيناريوهات الحرب الدائرة في أوكرانيا، من الصعب الافتراض ببقاء اميركا هذه المرة خارج ساحات المواجهة المباشرة. لانها في حال انخرطت دول أوروبا الغربية في ساحة الحرب، فمن الصعب ان يحصرها الكرملين في دائرة القارة العجوز، لان المواجهة الأساسية بين واشنطن وموسكو وحلفائهما. وبالتالي تملي الضرورة عندئذ توجيه الضربات للولايات المتحدة لتحقيق اكثر من هدف، أولا تقليم اظافر راعي البقر الأميركي؛ ثانيا نقل الحرب مباشرة مع الإمبراطورية الأميركية، لانها المستفيد الأول منها بالوكالة، لذا لابد من تدفيعها الثمن، ولارغامها على القبول بالنظام الدولي الجديد؛ ثالثا للحؤول دون ارسال مساعداتها للدول الأوروبية التي ستتورط بارادتها او رغما عنها في المعركة.
باختصار زيارة الرجل الأميركي المريض لاوكرانيا، لم تحمل جديدا، وخلفيتها الأساسية تعميق تورط أوكرانيا في الحرب، والتضحية بالشعب الاوكراني المثخن بالجروح والنكبات في ظل النظام السياسي الحاكم.
[email protected]
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار