ضرورة عقد الدورة ال32 للمركزي

01 مارس, 2023 09:18 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -جرت مياه كثيرة من السادس من شباط / فبراير 2022 الى مطلع اذار / مارس الحالي (2023) عام وشهر مضى والهيئة المركزية الوسيطة بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية، أي المجلس المركزي لمنظمة التحرير في حالة نوم، ويراوح مكانه، وان عقد بعض الجلسات التشاورية، لكنه لم يقم بالدور المنوط به، رغم ان اللائحة الداخلية تنص بشكل واضح وجلي بضرورة عقد دورة كل ثلاثة اشهر بغض النظر عن التطورات والاحداث في الداخل الفلسطيني او على المستويات العربية والإقليمية والدولية، بتعبير آخر كان يفترض عقد (4) دورات للمجلس. بيد ان هناك صمت من قبل الفصائل وممثلوها، وحتى المستقلين هدأوا بعد ان تم تنصيب بعضهم في المواقع القيادية، والأعضاء عموما يعيشون حالة تعايش مع الواقع القائم، ولا ينبسون ببنت شفة، وكأن لسان حالهم يقول: وانا مالي! وهذا تنازل مجاني عن دورهم ومكانتهم القيادية، وتخلي عن مسؤولياتهم الشخصية والوطنية.
سقطت ذريعة الكورونا، وحتى لو ظهر في المشهد وباء جديد، هناك وسائل التواصل الاجتماعي بالإمكان من خلالها عقد اجتماعات دورية لمتابعة التطورات، ومساءلة اللجنة التنفيذية على اداءها لدورها، ومكاشفة كل الهيئات القيادية عن تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، التي مضى عليها ثمانية أعوام خلت دون رؤية النور. اضف لذلك جرت احداث وتطورات هامة وتحول في مجرى الصراع على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك هجمة فاشية غير مسبوقة من قبل حكومة بنيامين نتنياهو السادسة على الحقوق والمصالح الوطنية العليا وعلى أبناء الشعب، وسنت العديد من قوانين التطهير العرقي في الكنيست ال25 ضد الكل الفلسطيني، فضلا عن التطورات العالمية والحاجة لمواكبتها ووضع الخطط العامة لمواجهتها، والتأكيد على حضور القضية الفلسطينية على مسرح الاحداث العالمي.
بعض القيادات عندما تطرح الموضوع عليه، يوافقك، ويدعم هذا التوجه، ويتبناه، والبعض الاخر يتساءل: ما الحاجة لعقد المجلس المركزي إذا لم يتم تنفيذ القرارات السابقة؟ وكأن لسان هذا البعض يقول، قبل ان عقد المجلس يفترض ان ترى القرارات النور والترجمة على الأرض. ولكن تجاهل هذا البعض، ان غياب المساءلة، ودخول المجلسين المركزي والوطني حالة من السكون، لا سيما وان المجلس المركزي فُوض بتمثيل المجلس الوطني والانابة عنه، يعفي الهيئات القيادية الموكل لها التنفيذ من المساءلة والمتابعة، وترك الأمور على عواهنها، مع ان الحاجة تفرض تسليط الضوء على النواقص في أداء كل الهيئات القيادية ذات الاختصاص.
أي كانت التباينات في وجهات النظر، فإن الضرورة الوطنية تملي على قيادة المجلس الوطني دعوة المجلس المركزي للانعقاد في دورة عادية خلال شهر آذار/ مارس الحالي لتحمل مسؤولياته القيادية المناطة به، والسعي لتفعيل اللجان المنبثقة عن المجلس الوطني، ومحاكمة الفترة السابقة الفاصلة بين الدورة ال31 وما سبقها، والدورة الجديدة ال32. ولعل التطورات الأخيرة التي جرت في جنين ونابلس ومؤتمر العقبة والاجتياحات والاقتحامات وكل جرائم الحرب الصهيونية ضد أبناء الشعب، والقرصنة على أموال المقاصة، والصمت العالمي وخاصة من قبل الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها يستدعي عقد الدورة ال32 دون تردد او تعلثم او انتظار.
واقترح ان تعقد الدورة الجديدة اما في جنين او نابلس او في احدى صالات مخيماتها ليعكس المجلس المركزي حرصه على التماس مع قضايا الشعب الساخنة، ويؤكد مكانة منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتمثل مصالح الشعب كل الشعب، ومن لم يستطع المشاركة بامكانه الحضور عبر منصة الزووم. وبالتالي هناك حاجة للتواصل مع قيادات فصائل منظمة التحرير والشخصيات المستقلة، وحتى مع حركتي حماس والجهاد، ودعوتهم للمشاركة لتجسير الهوة باتجاه ملف المصالحة، وللخروج من شرنقة التحريض الأسود، خاصة وان الكل الفلسطيني مستهدف من زعران النازية الصهيونية، ولا يوجد احد من الفلسطينيين خارج دائرة الاستهداف والتطهير العرقي بما في ذلك الاخوان المسلمين وحركتهم حماس.
كان لا بد من قرع الجرس، ومطالبة القوى بالتحرك، والخروج عن صمتها. لان هناك عوامل كثيرة فلسطينية وعربية ودولية تفرض عقد الدورة ال32 فورا ودون تردد.
[email protected]
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار