محكمة الحنائية وبوتين ونتنياهو

20 مارس, 2023 08:17 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -في سابقة تعتبر الأولى تقحم محكمة الجنائية الدولية نفسها في العمليات العسكرية الدائرة في الأراضي الأوكرانية، وتصدر قرارا يوم الجمعة الموافق 17 اذار / مارس بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقضي باعتقاله بتهم "ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، من دون أولا رفع دعوى قضائية للمحكمة من قبل أي طرف بما في ذلك أوكرانيا؛ ثانيا دون الاستماع لمحام دفاع عن المتهم؛ ثالثا تم سلق القرار سلقا سريعا، حتى جاء مشعوطا، ومحروقا كهوية رئيس الادعاء العام للمحكمة البريطاني الجنسية، كريم خان، الذي تولى رئاسة الادعاء العام في 12 شباط / فبراير عام 2021 بأغلبية 72 صوتا من 132 صوتا، وهو المدعي العام الثالث في تاريخ المحكمة، واول مدعٍ ينتخب بالاقتراع السري.
قالت المحكمة الجنائية، انه تم اصدار مذكرة الاعتقال للاشتباه في تورط بوتين في ترحيل أطفال، ونقلهم بشكل غير قانوني من أراض محتلة للاتحاد الروسي، وتابعت الجنائية في تبرير مذكرتها غير المنطقية، وغير المبررة، والتي لا تستقيم مع اليات عملها بصلة إن "هناك أساسا منطقيا للاعتقاد بأن بوتين يتحمل المسؤولية الجنائية الفردية للجرائم المذكورة أعلاه." وكانت المحكمة ذاتها، أصدرت مذكرة اعتقال بحق ماريا أليكسيفنا لفوفا بيلوفا، مفوضة حقوق الأطفال بمكتب رئيس الاتحاد الروسي، داعمة ذرائعها بذرائع مذكرة اعتقال الرئيس الروسي.
ولا اريد ان اتوقف امام الرد الروسي حول الكيفية التي اتخذ بها قرار المحكمة الجنائية ضد الرئيس بوتين. كما لا اريد ان اناقش مشروعية أو عدم مشروعية قرار الجنائية الدولية المذكور، ولا حتى الطريقة التي إتخذت فيها القرار المسيس، رغم اشاراتي السريعة لذلك. والذي وقفت وراءه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ولاغراض انتقامية من روسيا الاتحادية ورئيسها، وهو ما يدلل على عدم العدالة في المؤسسة المعنية بحماية حقوق الانسان، والتصدي لجرائم الحرب التي ترتكبها القوى الاستعمارية المتغولة مثل إسرائيل وأميركا، او حتى الدول والقوى الديكتاتورية والعسكرتارية ضد شعوبها، والقوى المناوئة لها.
وانما سأسأل رئيس الادعاء كريم خان، وقضاة المحكمة الجنائية عن معاييرهم المزدوجة، الم تروا جرائم الحرب في العراق الشقيق، وعن اعدام وقتل قرابة المليون طفل في الحرب الوحشية ضد العراق، التي اعتبرت وزيرة الخارجية الأسبق، مادلين اولبرايت في لقائها مع برنامج "60 دقيقة" حين سُئلت عن موت نصف مليون طفل عراقي، ان الهدف الاجرامي للحرب على العراق "يستحق مثل هذا الثمن". حتى انها لم تترحم على أولئك الأطفال. ولم تترحم على أطفال الشعوب والدول العربية، التي اطلقت عليها ادواتها لتمزيقها وشرذمة شعوبها واطفالها ونسائها، والزمت ادواتها العربية بدم مئات الملايين والمليارات من الدولارات الأميركية ثمنا لتلك الأهداف الاجرامية، والتي استهدفت تعزيز مكانة دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية، والحؤول دون تطور الشعوب والدول العربية مع مطلع العقد الثاني من الالفية الثالثة.
ولا اعرف ان كان المدعي العام خان، والذي رفعت له العديد من القضايا وجرائم الحرب الإسرائيلية للبت فيها، واتخاذ إجراءات ضد مجرموا الحرب الإسرائيليين، ان كان توقف أمام إحدى تلك الجرائم ام لا؟ ولا اعلم السبب الذي يمنعه من تطبيق القانون الدولي على الأرض الفلسطينية لحماية الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من بلطجة وفاشية دولة التطهير العرقي الإسرائيلية، ام انه لم يسمع بها، او انه مكبل اليدين، ولا يستطيع الكيل بمكيال العدالة الواحد؟
الم يعلم كريم خان، وقضاة الجنائية الدولية عن نكبة الشعب العربي الفلسطيني، التي طرد في اثناءها في العام 1948 قرابة المليون انسان، وفي العام 1967 تم طرد مئات الالاف من الفلسطينيين لدول الشتات، وتم هدم 530 قرية فلسطينية، ومازال خيار الترانسفير والترحيل لابناء القدس العاصمة الفلسطينية الأبدية واحيائها، ولمسافر يطا، والخان الأحمر والمصادرة والتهويد والسطو على الأراضي الفلسطينية العربية جارٍ على قدم وساق حتى الان، وبعد تأسيس المحكمة، وبعد انضمام دولة فلسطين لها، وليس قبلها؟ اين المحكمة من تلك الجرائم الوحشية؟ وبالامس في ال26 شباط / فبراير الماضي (2023) تم احراق بلدة حوارة، ماذا فعلت الجنائية الدولية لردع طغاة الفاشية الصهيونية، وحلفائها من دول الغرب الرأسمالي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.؟ اين العدالة الدولية تجاه المسألة الفلسطينية؟ ولماذا لم يتم اصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو وسموتيريش وبن غفير وغيرهم من قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين؟
هناك الف سؤال وسؤال على عدالة المحكمة الجنائية الدولية، وعلى مشروعية وجود المدعي العام خان نفسه، وعلى كيفية اتخاذ وإصدار مذكراتها، وعلى النظام الدولي برمته، القائم على شيطنة وقهر الشعوب وذبحها من الوريد للوريد، ان كانت لا تخضع لمشيئة قراره، ولم ترفع راية الاستسلام لقوانين الغاب، التي تفرضها اميركاعلى شعوب الأرض.
[email protected]
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار