75 عاما على النكبة 56 عاما على هزيمة حزيران 1967 وشعبنا مستمر في الصمود والمقاومة الباسلة 

01 يونيو, 2023 08:23 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

رام الله - قبل أيام جرى  لقاء مهم وللمرة الأولى بمقر الأمم المتحدة تضامن مع الشعب الفلسطيني، ويعتبر ما حدث إنتصار للقضية الفلسطينية وإنجاز من المفترض البناء عليه والعمل مع مختلف البرلمانات والحكومات والأحزاب السياسية ومؤسسات دولية ودول العالم وحشد مختلف أشكال الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية وخاصة بأن جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي  والأجهزة الأمنية والمستعربين ووحدة خاصة تقوم بعمليات الاقتحامات اليومية داخل المناطق الفلسطينية، والتي تعتبر في إطار  ضمن إتفاق أوسلو مناطق تخضع للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى أن مختلف قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن الحقوق تنتزع ولا تمنح بشكل مجاني، كما مع مختلف حركات التحرير، الشعب الجزائري  بعد 130 عاما تحررت الجزائر بعد تقديم ما يزيد عن 6 مليون شهيد، وبقيت الجزائر على ثوابتها الوطنية ومع فلسطين ومختلف القضايا العربية والإسلامية ودورها الفاعل في القارة الأفريقية وكذلك على المستوى الدولي فيتنام، فقد خاض الشعب الفيتنامي صراع ضروس مع  الدول الأستعمارية الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا  ومع المنشقين عملاء الإحتلال الأمريكي، وبعد صراع كبير تحققت إرادة الشعب الفيتنامي في الحرية والاستقلال والانتصار كما هو حال جنوب أفريقيا الذي خاض صراع طويل مع النظام العنصري قدم الغالي والنفيس عبر ما يزيد عن مئة سنة من الصراع، والذي تكللت في تحقيق حقوق الشعب في جنوب إفريقيا في الحرية والاستقلال وإنهاء حقبة النظام العنصري، وفي القضية الفلسطينية فإن الشعب الفلسطيني منذ مئة عام، وهو صاحب المبادرة والمقاومة من ثورة البراق إلى ثورة عز الدين القسام إلى ثورة الشهيد القائد عبد القادر الحسيني وتجربة جيش الإنقاذ إلى حركات التحرير العربي القوميون السوريون إنطون سعادة إلى القائد المؤسس لحركة القوميون العرب د جورج حبش ورفاقه إلى حزب البعث إلى ثورة يوليو للزعيم الخالد جمال عبد الناصر ورفاقه وانعكاسها الإيجابي على القضية الفلسطينية وعلى حركات التحرير في العالم، والوصول إلى ثورتتا المعاصرة عام  1965، بقيادة الزعيم الخالد ياسر عرفات ورفاقه في حركة فتح والفصائل الفلسطينية في الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولا يستطيع أحد بأن يتنكر إلى تاريخ هذه الثورة المعاصرة، ولكن ما حدث من تحول في الساحة الفلسطينية هو الوهم بإنهاء الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي عبر المفاوضات، قد تكون المفاوضات محطة من محطات الصراع مع العدو الإسرائيلي ولكن أن تصبح المفاوضات والهدنة هي الأساس هنا تكمن المصيبة في الوقت الحاضر، وعلى سبيل المثال 
أدرك الرئيس الراحل ياسر عرفات 
فشل عملية تحقيق السلام مع الإحتلال الإسرائيلي بعد فشل إتفاق كمب ديفيد، بعد محاولة الرئيس بيل كلنتون بحضور يهودا بارك رئيس الوزراء الإسرائيلي فرض وقائع جديدة لانهاء الصراع، وليس إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة؛ لذلك رفض ياسر عرفات وتحول إلى  مربع المواجهة المباشرة مع الإحتلال من خلال المقاومة الشعبية ودعم مختلف الوسائل المتاحة للمقاومة الإحتلال، وبقي على الثوابت الوطنية وارتقى شهيدا 
مع رفاقه الذين شاركوا بانطلاقة  الثورة الفلسطينية ومن الطبيعي بأن يكون هواجس لدى البعض بأن المفاوضات قد تؤدي إلى نتائج ولكن وبعد هذه السنوات من التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية خلال جولات الإنتخابات للكنيست الإسرائيلي، أصبحت هذه الأحزاب الدينية اليمينية المتطرفة والتي تقود هذه الحكومات المتعاقبة  تتنافس على من هم أكثر إرهاب في ارتكاب المجازر الوحشية والارهابية في القتل والاغتيالات وتصفية المقاومين والاعتقالات وتدمير البيوت واقتحامات للمنازل السكنية في جنين ونابلس وطولكرم وأريحا والمخيمات الفلسطينية.

كما أصبح التنافس بين أعضاء الكنيست في اقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاتها وتنظيم الشعائر التلمودية في المسجد الأقصى المبارك، والسؤال المطروح لماذا لا يتم إحداث التغيير الجوهري في صراع مع الإحتلال الإسرائيلي، لماذا الشباب الفلسطيني الثائر هم أصحاب المبادرة في مقاومة الإحتلال، لا يتم وضع آلية عمل للمواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يعمل على تصفية  وإنهاء القضية الفلسطينية من خلال السعي إلى تشكيل سلطات محلية  في مختلف مناطق الضفة الغربية  كما سبق وقال العديد من القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية،
هل نعتبر ما يحدث في الضفة الغربية والقدس منفصل عن قطاع غزة، بحيث أن حركة حماس والتي كانت تعتبر نفسها بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية؛ بسبب رفضها إتفاق أوسلو وقد تبنت في المحطة الأولى من انطلاقتها خيار المقاومة هو البديل عن المفاوضات مع الإحتلال الإسرائيلي وكانت تعتبر بأن فلسطين من النهر حتى البحر 
والآن تقبل حماس في التهدئة مع الإحتلال الإسرائيلي مقابل استمرار حماس في السيطرة على قطاع غزة، الم تخجل قيادات حماس خلال العدوان المتكرر على قطاع غزة دون تدعم خيار المقاومة الذي يعتبر خطابة المقاوم، هل تتنازل عن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني مقابل التمسك في السلطة بقطاع غزة، هل من أجل ذلك استشهد الشيخ المجاهد أحمد ياسين والمهندس يحي عياش وإسماعيل أبو شنب و دعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم. القيادات الذين اغتالتهم "إسرائيل "

وفي سياق الحالة الفلسطينية لم يكن هناك تنافس في حركات فتح على المناصب والامتيازات والمواقع القيادية، لم نشهد تزاحم على مواقع في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من قبل أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بل كان التنافس في قيادة العمل الوطني  المقاوم بل كانت حركة فتح تشكل دعم للحركات التحرر في العديد من دول العالم  وخاصة تقديم الدعم والإسناد للثورة الإيرانية  إضافة دعم حركات التحرير في دول أمريكية  اللأتينية. 
كما كان حال التنافس في الفصائل الفلسطينية على خوض العمليات العسكرية في عمق الأرض المحتلة  ومواجهة الإحتلال الإسرائيلي، والتنافس في الاعلان عن العمليات العسكرية اليوم الفصائل الفلسطينية تحولت إلى مؤسسة إعلامية تصدر بيانات النعي  والشجب والاستنكار هذه الحالة الكارثية في الساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة تحتاج إلى عملية إنقاذ وطني في الخروج من نفق الانقسام، حيث لدينا سلطة فلسطينية في الضفة الغربية  يعمل البعض بعقلية وظيفية وتعمل"إسرائيل"  على إضعافها من خلال حجز أموال الضرائب بما في ذلك اقتطاع رواتب الشهداء والأسرى الشؤون الاجتماعية، وتقوم سلطات الاحتلال بتحويل جزء كبير من الأموال الفلسطينية لتعويض خسائر القتلة والجرحى والمصابين من الإسرائيليين من أموال الضرائب الفلسطينية، مما يدفع السلطة إلى الاستدانة من البنوك وزيادة العجز والتضخم والمديونية وتقليص دور سلطة بشكل تدريجي، وتعمل على إنشاء سلطات محلية في مناطق الضفة الغربية من خلال الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي وهي تسعى إلى ملئ الفراغ حال غياب الرئيس الفلسطيني من خلال هذه السلطات المحلية وإنهاء وتصفية حقبة النظام السياسي الفلسطيني واختصار ذلك بنظام أمني تحت سلطة الإحتلال الإسرائيلي، هذه هي ملامح الحالة الكارثية للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وفي قطاع غزة تسير حماس و"إسرائيل" بالتزام الهدنة   طويلة الأمد، مقابل بقاء سلطة حماس، لذلك فإن ذلك يتتطلب الأمر من مصر كونها الجهة المكلفة من القمة العربية رعاية الحوار الفلسطيني، توجيه دعوة إلى الطرفين فتح وحماس للقاءات في القاهرة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية كخطوة أولى اتجاه إنهاء الانقسام، وبعد إنجاز الاتفاق يتم  إستكمال دعوة لم الشمل الفلسطيني في الجزائر للاتفاق على عقد مجلس وطني فلسطيني جديد بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة، وتنتهي مرحلة انتقال صلاحيات المجلس الوطني الفلسطيني إلى  المجلس المركزي الفلسطيني، حيث لا يجوز الإستمرار بذلك النهج، كما يتنافى مع النظام  الداخلي للمجلس الوطني الفلسطيني. 


 عمران الخطيب 

 [email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار