نريد الحياة – نحن نتهم

03 يونيو, 2023 09:36 صباحاً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

نبض الحياة

رام الله -حرب التطهير العرقي الإسرائيلية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة لم تتوقف، ولن تتوقف ابدا. لان الصراع بالوقائع والشواهد والقوانين العنصرية والجرائم متعددة الأسماء والعناوين، يؤكد انه صراع وجود، لا صراع تناقض هنا او تناقض هناك، ولا هو صراع على الحدود، ولا حتى على قانون كامنيتس او قانون النكبة او قانون العلم او غيره من القوانين، التي جميعها تصب في هدف واحد، هو هدف الإبادة الجماعية، او الترانسفير التدريجي نتاج الحصار والخنق والفصل العنصري وقتل روح الامل والبقاء والملاحقة الدامية لابناء الشعب ليس في ال48 وانما لاي فلسطيني يعيش على الأرض العربية الفلسطينية.
واحد اشكال عمليات التطهير عمليات القتل شبه اليومية التي تديرها أجهزة الشرطة والشاباك وقطعان المستعمرين وفق مخطط معد وممنهج تقف خلفه الدولة الإسرائيلية العميقة في المدن والبلدات الفلسطينية داخل الداخل، وحتى اول امس الخميس الموافق الأول من حزيران / يونيو الحالي (2023) بلغ عدد الضحايا 80 فلسطينيا في تصاعد خطر يهدد أبناء الشعب حيثما كانوا في البيت او في العمل او السيارة او السوق او النادي او المقهى او السينما او المسرح او على شاطئ البحر او في المسجد او الكنيسة او الخلوة، لا فرق لدى القتلة، المهم إدماء قلوب الفلسطينيين، وكي وعيهم، واخضاعهم لكابوس فقدان الامن والأمان، وفرض الترهيب العنصري الوحشي عليهم طفلا كان ام امرأة ام شيخا او شابا، الكل الفلسطيني مدرج على قائمة القتل بأي وسيلة متاحة، من خلال عصابات الاجرام والمخدرات، او تقمص دور تلك العصابات من رجال الشاباك والشرطة او أي جهاز او قاطع طريق صهيوني فاشي.
ومع صعود حكومة الترويكا الفاشية نهاية العام الماضي تضاعفت عمليات القتل حتى بلغت أرقاما غير مسبوقة الا في الحروب والهبات الشعبية. وكلما اظهر الشعب العربي الفلسطيني تمسكه بثوابته الوطنية، ووقوفه في خندق الدفاع عن وحدة الدم والمصير مع أبناء الشعب في أي مكان، وتجذره في التمسك برموز هويته وشخصيته الوطنية، كلما اشتدت عمليات الانتقام والقتل عليهم. وبعد كل عملية قتل يقوم القتلة بشرب انخابهم السوداء والوحشية، وكأنه يهيء لأمثال بن غفير وسموتيريش ونتنياهو الفاسد والكاذب وكل جوقة الصهيونية من بابها الى محاربها، بانهم يشربون الدماء الفلسطينية.
ويحضرني في هذا المقام، الجهود الشجاعة التي تقودها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ولجنة مكافحة العنف والجريمة في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية للتصدي للجرائم البشعة، حيث قامت منذ يوم الاحد الماضي الموافق 28 أيار / مايو الماضي بمسيرة السيارات من كل المدن والبلدات الفلسطينية وجابت شارع 6 قاطع إسرائيل، وشارع رقم 1 المؤدي للقدس، وبعد ساعات طوال نتاج وقفاتها المتعددة والمتكررة وتحديدا في شارع 6 الاستراتيجي لايصال الرسالة لكل المجتمع الإسرائيلي، وواصل المتظاهرون مسيرتهم،  ولم تستفزهم كل عناوين الاستفزاز العنصرية حينما كانوا يترجلوا من سياراتهم في المقاطع الهامة من الشارع، الامر الذي كان يحدث اختناقات حادة يضاعف من ردود فعل الصهاينة القميئة، وكان على رأس  المسيرة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية الرفيق محمد بركة وممثلي لجنة مكافحة العنف والجريمة وأمهات وزوجات وبنات واخوات الضحايا، مما اعطي المظاهرة زخما وقوة ومصداقية في أوساط أبناء الشعب، ونجم عن ذلك نصب خيمة اعتصام لثلاثة أيام امام مقر الحكومة الفاشية الإسرائيلية من يوم الاثنين الموافق 29 مايو الى مساء الأربعاء 31 مايو الماضي، التي زارها المئات من النواب ورؤساء المجالس القطرية ومن انصار السلام الإسرائيليين، مما اسهم بشكل جيد في إيصال رسالة الاحتجاج والرفض لجرائم القتل.
وكان شعار الخيمة الناظم لأبناء الشعب عميقة الدلالة والقوة، وعكست إرادة التحدي والمواجهة لاركان حكومة نتنياهو السادسة "نريد الحياة .. نحن نتهم." نعم انها صرخة نداء البقاء والحياة والمطالبة بالمساواة والعدالة، ورفض القتل والجريمة، وتوجيه الاتهام المباشر لرئيس وأركان الحكومة وكل أجهزة الامن بمسمياتها المختلفة، وتحميلهم كامل المسؤولية عن كل جريمة قتل. وهذا ما اكد عليه كل من الرفاق محمد بركة وغالب سيف، رئيس لجنة المبادرة الدرزية ومحمود اديب الغول من التجمع الوطني الديمقراطي وغيرهم ممن خاطبوا الجماهير المعتصمة ووسائل الاعلام الإسرائيلية والفلسطينية العربية التي غطت فعاليات خيمة الاعتصام.
هذا وتم الاتفاق على وضع برنامج تصعيد يشمل مظاهرات واعتصامات وفعاليات ذات صلة في الميادين المختلفة لتصل رسالتهم الى آحر اصقاع الدنيا. لعل العالم يسمع صدى صوت الحياة المنبعث من جناجر الفلسطينيين العرب، صناع الحياة والمجد والحضارة في وطنهم الام فلسطين. وعلى الكل الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات والمهاجر رفع الصوت الواحد والمدوي لرفع الظلم عن الاشقاء في ال48، ولتأكيد وحدة الساحات في المجابهة والتحدي للقتلة الصهاينة المخمورين بنشوة الدعم اللا مشروط من دول الغرب الرأسمالي وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الأميركية.
[email protected]
[email protected]

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار