هل نحن فى زمن أحفاد الخادم خليل باشا
07 يونيو, 2023 11:36 صباحاًغزة- من المؤسف وفي زمن الرويبضة وبعد انقلاب المعايير الاجتماعية والسياسية، والتمازج بين المصالح والمناصب ، بتنا نرى بعض الشخصيات التي كانت على هامش الحياة، رفعتها إما الصدفة ، أو الوصولية ، أو باعوا أنفسهم لأسيادهم الجدد ، إلى وضع آخر سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، والنموذج لهؤلاء العبيد نستقيه من التاريخ الحديث شخصية أحد متسلقي العبيد يدعى ( خليل أغا)..
خليل كان الخادم الخاص للخديوي إسماعيل، ومقرباً من خوشيار هانم والدة الخديوي اسماعيل ، فهو جاسوسها الخاص ، كجواسيس أسياد عبيد اليوم ، المتربصين بالناس والعمال والموظفين ، وقد اشترى الخديوي اسماعيل الخادم خليل من سوق العبيد ، ولا يُعلم أصله ولا اسمه الأصلي، واهتم أن يكون خصيّاً ليدخل بحُريّة على أهل بيته دون خوف. واهتم الخديوي بتعليمه وتربيته، وعندما تم إلغاء الرق نهائيا عام 1869م، حصل خليل آغا على حريته وخيَّره الخديوي بين الإستمرار في خدمته ، أو المضي في سبيله، فاختار الأولى طبعا. ومن هنا زادت مكانته عند الخديوي، وصار يُغدق عليه، هو ووالدته، مزيد من الثروات والهدايا ، حتى أصبح خليل من كبار الأثرياء في مصر، وتبوأ مكانة اجتماعية كبيرة بسرعة. حيث كان الجميع من وزراء وأعيان، يتقربون منه لقربه من الخديوي، فيطلبون منه نقل أيه رسالة او رجاء لأذن الخديوي مباشرة. وذلك طبعا حرصاً على البقاء في مناصبهم ، وما أشبه اليوم بالبارحة يا أحفاد خليل ..
ومن تلك المكانة التي مُنحت لخليل ، انتشرت عديد من الآراء في هذه الفترة، تؤكد أنه هو الحاكم الفعلي لمصر، وهو من يتحكم في جميع الأمور، وليس الخديوي إسماعيل.
هذا النوع من الناس قد اكتسب مكانته من طابور المتملقين والذين يرغبون في الدخول لمربع آكلى لحوم الناس ، ولكن حاشية الخديوي ..
تأسيسا لما سبق نقول الى أحفاد خليل من الخلاخل المخلخلين أن مصيركم سيكون إلى مزابل التاريخ كجدكم الصعلوك العبد خليل تماما من دائرة بعد زوال أسيادكم فقد زال خليلكم الأول بعد زوال دولة الخديوي اسماعيل ونفيه خارج البلاد عام 1879م.