
عميحاي كشف المستور
06 نوفمبر, 2023 01:04 مساءً
نبض الحياة
رام الله-دولة ولدت من رحم العنصرية والتطهير العرقي والفاشية والنفي لشعب حي وقائم ومليء بالحيوية والحياة والقيم الحضارية، صاغها سادتها الاستعماريون في الغرب الرأسمالي لتكون قنبلة متفجرة في كل لحظة، واداة قتل وإرهاب وجريمة منظمة لتفتيت العرب وتمزيقهم ونهب ثرواتهم وخيراتهم، وحرمانهم من الاستقرار والتطور، واشغالهم بالحروب والفتن والصراعات البينية من خلال عملاء السادة واداتهم في إسرائيل اللقيطة، وقامت على وعي مزيف، وشعارات وهمية وكاذبة لا أساس لها من الصحة، واقاموها وهي تحمل عصا غليظة لتشهرها على رؤوس العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، وانتهجت طريق سفك الدم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ونهب الأرض الفلسطينية العربية، استنادا الى المقولات والاساطير الدينية العبثية مثل "قتل الاغيار"، والتعامل معهم ك"عبيد وخدم"، و"الركوب عليهم"، والتعامل معهم ك"حيوانات"، كما اعلن وزير الجيش الإسرائيلي غالانت مع اشتعال نيران حرب الإبادة الحالية.
هذه الدولة المارقة والخارجة على القانون التي انتجت وعيا وثقافة عنصرية، وكراهية عميقة ضد الآخر الفلسطيني العربي متجذرة في أوساط مرتزقتها من مختلف الاطياف الصهيونية العلمانية والدينية من اليهود الخزر لسحق الفلسطينيين، ان لم تتمكن من نفيهم وتطهيرهم عبر الوسائل المختلفة، وسنت كل ما يخطر على بال من قوانين الغاب والقرصنة لمواصلة حرب الإبادة، والسيطرة على ارض الوطن الفلسطيني من الماء الى الماء، ونفت حقهم في إقامة أي دولة لهم بين البحر والنهر، لان يدها الفاشية طليقة، ومدعومة بكل اسلحة البلطجة والإرهاب والعنصرية من واشنطن وحلفائها في الغرب الرأسمالي، تلك الدول التي انتهكت القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وشرعت للدولة الخزرية ارتكاب ما تشاء من جرائم الحرب تحت عنوان "لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها".
وما يجري من حرب الأرض المحروقة على قطاع غزة والضفة الفلسطينية عموما والقدس العاصمة خصوصا، التي تقودها واشنطن مع حلفائها في لندن وباريس وبرلين وروما واوتاوا وغيرها من العواصم، ومنح اداتهم المهزومة إسرائيل استخدام ما يشفي غليلها الاجرامي من أسلحة الموت ضد الفلسطينيين، مما دفع الوزير عميحاي الياهو، وزير ما يسمى التراث امس الاحد الموافق الخامس من نوفمبر الحالي بالإعلان جهارا نهارا وعلى الملآ في لقاء إذاعي عن اللجوء لخيار "اسقاط قنبلة نووية على غزة."، ليس هذا فحسب، بل ليكشف عمق فاشيته، وعدم اهتمامه بالاسرى الإسرائيليين، رد على المذيع السائل، بالقول "دماءهم ليست اهم من دماء الجنود الإسرائيليين." وعلى إثر ذلك، قرر نتنياهو، رئيس الوزراء تعليق مشاركته في اجتماعات الحكومة حتى اشعار آخر، للتغطية على عاره وعار وزيره وحكومته الفاشية. لان ما نطق به عضو حزب "القوة اليهودية" لم يأت من فراغ، وانما كشف الوزير المستور الفاشي الصهيوني، باعتباره احد الخيارات المطروحة على حكومته الوحشية، أي ان خيار "القاء القنبلة النووية على قطاع غزة"، ليس خياره هو، ولا خيار حزبه فقط، وانما هو جزء من اهداف حكومة الحرب الإسرائيلية.
وهو ما يكشف ويفضح إسرائيل الخارجة على القانون، مجددا انها تملك القنبلة النووية، التي حاولت طيلة عقود من إضفاء الضبابية والغموض على امتلاكها لاكثر من 200 رأس نووي، ويؤكد ان دولة المرتزقة لن تتورع عن ارتكاب أي عمل اجرامي وهمجي ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني. لانها محمية من ملاحقة القانون الدولي، ومن المحاسبة على جرائمها من دول الغرب عموما والولايات المتحدة الأميركية خصوصا، الوحيدة في العالم التي القت القنابل النووية على هيروشيما ونكازاكي المدينتين اليابانيتين في السادس والتاسع من أغسطس 1945 عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية لتفرض هيمنتها على العالم عموما، ولتفرض سيادتها على الغرب الرأسمالي، واللتان أودت بحياة 220 الفا من الأبرياء اليابانيين آنذاك.
فاذا كان سادة الأداة الوظيفية الإسرائيلية استخدموا هذا السلاح المحرم دوليا، والمرفوض من كل شعوب الكرة الأرضية لاخطاره التدميرية الهائلة؟ لماذا لا تتمثل نموذجها وعنوانها ومثالها الأعلى اليانكي الأميركي؟ ولكن تجاهل الصهيوني المجرم عميحاي الياهو هو وأركان حكومته، ان القاء القنبلة النووية على غزة المحاصرة، والمنكوبة بحرب الإبادة منذ ثلاثون يوما حتى الان، لا تقتصر آثارها على الفلسطينيين وحدهم، وانما ستطال اثارها المجتمع الصهيوني الاستعماري. لان القاء القنبلة النووية على غزة يختلف عن القاء القنابل الأميركية على مدن بعيدة عن أراضيها، واضرارها التدميرية التي لم تطال أي أميركي.
اعلان الوزير عميحاي الياهو واضح وجلي، وان حاول ان يلتف عليه، بيد ان المستور الإسرائيلي انكشف، وعلى العالم الحر والاقطاب الدولية الأخرى والأمم المتحدة والهيئات الدولية، ان يتخذوا ما يلزم فورا لوقف الحرب البربرية الوحشية، التي القت إسرائيل خلالها حجم قنبلتين نوويتين على قطاع غزة، أي ما يزيد على 25 الف طن من القنابل والصواريخ بكل أنواعها المحرمة دوليا من الفسفور الأبيض والقنابل التدميرية الأخرى، لحماية الإنسانية من شرور وإرهاب اميركا وإسرائيل وحلفائهم. هل ينتفض العالم الإنساني لوقف الوحشية الصهيو أميركية؟
[email protected]
[email protected]