حماقة وانهيار إمبراطورية البريميرليغ في دوري أبطال أوروبا!

21 ابريل, 2024 04:37 مساءً
القدس عاصمة فلسطين/ دولة فلسطين

لندن-عادل منصور - بعد أربع مواجهات مليئة بالإثارة والتشويق، اكتملت مقاعد المربع الذهبي للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، بتأهل الرباعي بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ وريال مدريد على حساب الضحايا أتلتيكو مدريد وبرشلونة وآرسنال ومانشستر سيتي على التوالي، في ما عُرف إعلاميا في المملكة المتحدة بتحطم أسطورة إمبراطورية الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد فشل ممثلو الدوري الأقوى والأكثر تنافسية عالميا في تجاوز الدور ربع النهائي لبطولة النخبة في القارة العجوز، كثامن مرة منذ بداية الألفية تغيب فيها أندية البريميرليغ عن الدور نصف النهائي للكأس ذات الأذنين، والأولى منذ موسم 2019-2020، وذلك على عكس أغلب التوقعات التي كانت ترجح استمرار التفوق النسبي للأندية الإنكليزية على باقي كبار الدوريات الخمس الكبرى الأوروبية، باستثناء بابا البطولة ريال مدريد، في السنوات القليلة الماضية، وتحديدا السنوات الخمس الأخيرة، التي شهدت تتويج أندية البريميرليغ بثلاثة ألقاب، منها نهائيان بالصبغة الإنكليزية الخالصة، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: كيف فرط السكاي بلوز ومدفعجية لندن في المقعد الإنكليزي في نهائي «ويمبلي» المقرر مطلع يونيو/ حزيران المقبل؟ والسؤال الآخر: كيف نجح «بي إس جي» في قلب الطاولة على غريمه الكتالوني العنيد في عقر داره؟ هذا ما سنناقشه معا في قصتنا الأسبوعية.

حماقة وريمونتادا

نبدأ بموقعة ملعب «مونتغويك»، التي جمعت صاحب الأرض برشلونة بضيفه الفرنسي الثقيل باريس سان جيرمان، وشهدت بعض التقلبات النادرة في عالم المركولة المجنونة، تجلت في البداية الجيدة لفريق المدرب تشافي هيرنانديز، التي أسفرت عن أفضل سيناريو كان ينتظره بعد حسم ذهاب «حديقة الأمراء» بثلاثية مقابل اثنين في الأسبوع قبل الماضي، بأخذ الأسبقية عن طريق نجم الشهر رافينيا بعد مرور 12 دقيقة فقط، وما تبعها من سيطرة على وسط الملعب، وأفضلية واضحة في المحاولات وخلق الفرص، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، بعد هفوة المدافع رونالد أراوخو في اندفاعه على الجناح الشاب برادلي باركولا لمنعه من التسجيل من انفراد صريح مع الحارس الألماني مارك اندريه تير شتيغن، التي على إثرها اضطر البارسا لاستكمال المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه اللاتيني عند الدقيقة 29، وفي رواية أخرى، كان مشهد «الماستر سين» أو منعرج المباراة الحقيقي، وشاهدنا كيف تسبب الطرد في قتل معنويات المايسترو ورجاله، وعلى العكس بالنسبة لزميل الأمس وغريم اليوم لويس إنريكي وفريقه، ولو أن هذا لا يقلل من عمل إنريكي وتحضيره الجيد قبل الملحمة، كما وضح في تعلمه من أخطاء مباراة الذهاب، مثل الدفع بالقائد ماركينيوس في مركزه الأصلي في قلب الدفاع، بعد اختباره الفاشل في مركزه المدافع الأيمن في المباراة الأولى، وأيضا أعاد المدمر كيليان مبابي إلى مكانه المفضل، كمهاجم وهمي في عمق الملعب بمركز الرقم 9.5 وعلى يمينه عثمان ديمبيلي وعلى يساره باركولا، فكانت المكافأة ظهور ثلاثي الوسط فابيان رويز وزايري إميري وفيتينا في أفضل حالاتهم على الإطلاق، خاصة الأخير الذي بصم على ما يمكن وصفها مجازا بـ«مباراة العمر»، بجرأة وشجاعة في قراراته في الثلث الأخير من الملعب، والإشارة إلى تمريراته العمودية الدقيقة في ظهر مدافعي البارسا، ودوره المؤثر في سلاسة خروج «بي اس جي» منتصرا، كما نتحدث عن قيمة وتأثير أسد أطلس أشرف حكيمي سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي، مقارنة بالصورة التي كانت عليها الجهة اليمنى للكبير الباريسي بدون رابع مونديال قطر في مباراة الذهاب، كجبهة بائسة وشبه عاجزة دفاعيا وهجوميا.
وهذه التفصيلة الخاصة بحكيمي كانت واضحة وضوح الشمس في ظهيرة الصيف، في لقطة الضربة القاضية الرابعة، بانطلاقة عنترية على طريقة العدائين الأولمبيين في سباق الـ100 متر، انتهت بوصول الكرة على طبق من فضة أمام مبابي على مشارف منطقة الستة ياردات، ليقتل المباراة إكلينيكيا بالهدف الرابع، وذلك كما أشرنا أعلاه بقيادة ناجحة وقراءة موفقة من قبل إنريكي، الذي عرف كيف يطوع خبرته التدريبية لمحاكاة ريمونتادا مارس/ آذار 2017، التي كان بطلها، لكن مع البلو غرانا. على عكس تشافي، الذي تفنن في شق صفوف فريقه بعد طرد أراوخو، بما وُصفت على نطاق واسع بين النقاد والمتابعين بـ«حماقة» مبالغ فيها، بعد المشاهد الصادمة والخادشة للحياء التي وثقتها العدسات خارج الخطوط، تارة بتحول المدرب الكتالوني إلى «شمشون الجبار»، اعتراضا على أي قرار لحكم الساحة ضد فريقه، وتارة أخرى وهو يقذف كل أنواع اللعنات على حكم الساحة ووالدته، الأمر الذي عجل بإرساله إلى المدرجات مع بداية الشوط الثاني، رغم أن الحكم كان عادلا بوجه عام في قرارته الحساسة التي لم تخدم مصالح البارسا، مثل قرار طرد أراوخو واحتساب ركلة جزاء على جواو كانسيلو بعد تهوره على عثمان ديمبيلي على خط مربع العمليات. والأسوأ على الإطلاق بالنسبة لتشافي، هي طريقة إدارته للمباراة بعد حالة الطرد، وشاهدنا كيف أعدم الفريق هجوميا عندما أخرج رجل النصف ساعة الأول لامين يامال، لتعويض النقص العددي في الدفاع بإينيغو مارتينيز، لكن في المقابل، ضحى باللاعب القادر على القيام بالأدوار المركبة المطلوبة في هكذا مواقف، اللاعب القادر على المرور من لاعب أو اثنين في المساحات الشاغرة على الأطراف وفي العمق، بدلا من الرهان على الاسم الكبير روبرت ليفاندوسكي، الذي تبين بعد ذلك أن الإبقاء عليه، جعل البارسا يستكمل المباراة وكأنه بتسعة لاعبين، لعدم قدرته بدنيا على مجاراة الزيادة العددية والسرعات الباريسية، وغيرها من التفاصيل البسيطة التي رسمت الفوز الباريسي المستحق برباعية مقابل هدف، دليلا على أن رجل ريمونتادا 2017، كان أكثر تركيزا وتفاعلا مع أحداث المباراة، على عكس لاعبه السابق في «كامب نو»، الذي فقد السيطرة على نفسه وعلى فريقه بعد طرد أراوخو، ربما لقلة خبرته في حقل التدريب؟ ربما لسوء حالة أغلب اللاعبين؟ لكن الشيء المؤكد ولم يختلف عليه أغلب النقاد والمتابعين، أن باريس سان جيرمان تأهل على حساب برشلونة عن جدارة واستحقاق.

إمبراطورية البريميرليغ

في الوقت الذي يتحدث فيه عالم كرة القدم عن عظمة المنافسة الثلاثية في الدوري الإنكليزي الممتاز، وفرص المان سيتي وآرسنال الكبيرة لإبقاء لقب البريميرليغ في بلاد الضباب للعام الثاني على التوالي، جاءت الضربة المؤلمة الأولى، بخروج بطل ثلاثية الموسم الماضي على يد بعبع القارة وكبيرها ريال مدريد، في مباراة تكاد تكون كربونية لنفس الليالي الظلماء التي شهدت خروج السيتي بيب غوارديولا من مراحل خروج المغلوب. صحيح اللوس بلانكوس كان موفقا في خطف هدف الأسبقية عن طريق قاهر السيتي رودريغو غوس، لكن ما حدث بعد ذلك فاق كل التوقعات، بما في ذلك أكثر المتفائلين من عشاق النادي الميرينغي، والحديث عن الحصار الكروي الذي تعرض له كارلو أنشيلوتي وفريقه في ما تبقى من المباراة، حتى أن البعض اعتبر أن وصول الفريق السماوي إلى الشباك البيضاء مجرد مسألة وقت، في ظل الغارات والهجمات المكثفة على الحارس الأوكراني أندري لونين، والتي وصلت لنحو 33 تسديدة مقابل ثماني تسديدات للضيوف. المفاجأة الوحيدة أن الأمر استغرق 76 دقيقة حتى تمكن أسطورة السيتي كيفن دي بروين من إدراك هدف التعديل، بقذيفة صاروخية كادت تمزق شباك الحارس الأوكراني، ولولا صمود الدفاع الملكي ومن خلفه لونين في آخر ربع ساعة والأشواط الإضافية، لخرج الميستر كارليتو من ملعب «الاتحاد» بنتيجة ثقيلة للعام الثاني على التوالي، وجزء كبير من الصمود الدفاعي، يرجع في المقام الأول إلى نجم جولة إياب ربع النهائي أنطونيو روديغر، طبعا ليس لتصدره التريند في العالم الإسلامي بعد صيحة التكبير، ولا حتى لأعصابه الفولاذية لحظة تنفيذ ركلة الترجيح الحاسمة، بل لدوره الكبير في إنقاذ موسم ريال مدريد، باعتباره الرجل المخلص الذي جاء من بعيد، ليضرب عصفورين بحجر واحد، الأول بمساعدة الإدارة في توفير الميزانية التي كانت مخصصة للتوقيع مع قلب دفاع جديد في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، لتعويض كارثة إصابة الثنائي ديفيد آلابا وإيدير ميليتاو بالرباط الصليبي، والثاني وهو الأهم إعادة القوة والتوازن لخط دفاع الريال، بعد الهزة التي تعرض لها الخط الخلفي الموسم الماضي، الذي كان يشارك فيه المدافع الألماني بصفة ثانوية، وفي مراكز أخرى ومهام مختلفة عن مركزه الأساسي كقلب دفاع، تارة بالدفع به في مركز الظهير الأيمن لتعويض فترات غياب كاربخال ولوكاس فاسكيز، وتارة أخرى في مركز الظهير الأيمن في فترات ابتعاد الفرنسي فيرلاند ميندي عن الملاعب.
مع ذلك لم يفتعل روديغر أي مشكلة أو يظهر أي نوع من أنواع الاعتراض على رؤية المدرب، إلى أن جاءته الفرصة التي ينتظرها منذ وصوله من تشلسي في صيف 2022، ليستعيد في وقت قياسي تلك النسخة البراقة التي رسمها لنفسه في موسم تتويج البلوز بالأميرة الأوروبية الثانية في العام 2021، أو بالأحرى المستوى الخرافي الذي كان عليه في مباراتي نصف النهائي أمام الريال في نهاية ولاية زين الدين زيدان الثانية، وعرضه البطولي أمام السيتي في النهائي، وأكبر دليل على عودة صاحب الـ31 عاما إلى قمة مستواه مرة أخرى، نجاحه في عزل سلاح السيتي الرادع إيرلينغ براوت هالاند عن فل فودن وبرناردو سيلفا ودي بروين والبقية، مقدما ما يمكن وصفه بالدرس المجاني لكل المدافعين في ترويض الوحش الاسكندينافي وتحويله من سفاح وجلاد إلى حَمل وديع، بالكاد كنا نسمع اسمه على فترات متباعدة في ذهاب «سانتياغو بيرنابيو»، وبالمثل في قلعة «الاتحاد»، وهذا في حد ذاته، أراح الدفاع والحارس من أكبر صداع وكابوس يواجه خصوم السيتي. وعلى سيرة حامي العرين لونين، فقد أثبتت التجارب مرة أخرى، أن الريال تقريبا لم يتأثر بإصابة أفضل حارس مرمى في العالم في السنوات القليلة الماضية تيبو كورتوا، بتلك الشخصية والحالة الرائعة التي يبدو عليها الشاب الأوكراني، كمشروع حارس مرمى من الطراز العالمي على المدى القريب أو المتوسط على أقصى تقدير، بفضل تصدياته الحاسمة وموهبته الفطرية في التعامل مع الانفرادات والاختبارات المحققة بنسبة 100% التي يتعرض لها، والجديد في موقعة الأربعاء الماضي، براعته في التصدي لركلات الجزاء، والتي كانت فارقة في حسم بطاقة التأهل للدور نصف النهائي والثأر من رباعية نصف نهائي النسخة الأخيرة، وفي المقابل، سيكون من الصعب إلقاء اللوم على المدرب الكتالوني بيب غوارديولا أو حتى انتقاده على طريقة إدارته للمباراة، يكفي إلقاء نظرة سريعة على أبرز أرقام وإحصائيات المباراة، بما في ذلك الفرص المحققة ونسبة الاستحواذ التي لامست الـ70%، لكن كما أجمع العديد من النقاد والمتابعين، الكرة أرادت الريال في مواجهة بايرن ميونيخ في نصف النهائي، وهو ما أثار قلق ومخاوف الإنكليز، نظرا للتفاوت الكبير بين القدرة الشرائية وحجم إنفاق كبار البريميرليغ وبين خصومه في باقي الدوريات الكبرى، باستثناء باريس سان جيرمان، شاملة عوائد البث التلفزيوني التي تحقق مليارات أكثر من الليغا والبوندسليغا والسيريا آه والليغ1 معا.

السقوط الحر

على النقيض من وضع السيتي المشرف بالنسبة للكرة الإنكليزية أمام نادي القرن الماضي، بعث آرسنال رسائل أقل ما يُقال عنها مخيفة لجماهيره، بظهوره بصورة باهتة أمام بايرن ميونيخ في مباراة إياب الدور ربع النهائي، التي انتهت بهدف جوشوا كيميتش الوحيد، وذلك في الوقت الذي كان يعتقد فيه عشاق النادي اللندني، أن الوقت قد حان لرد الديون القديمة والجديدة للعملاق البافاري، الذي يمر بواحد من أتعس مواسمه في العصر الحديث، وصلت لحد خسارة لقب البوندسليغا للمرة الأولى منذ 11 عاما أمام مشروع تشابي ألونسو في باير ليفركوزن، وسبقها ودع كأس ألمانيا من الأدوار الإقصائية الأولى، بينما ممثل الجزء الأحمر لشمال لندن، كان حتى قبل موقعة الذهاب، يبدو وكأنه يواصل المضي قدما في طريقه الصحيح، بعد التحسينات الكثيرة التي أضافها المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا على المجموعة، بعد ضياع لقب البريميرليغ الموسم الماضي بفارق ضئل عن البطل السماوي المهيمن، تجلت في عودة المدافع ويليام ساليبا من الإصابة السيئة التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، إلى جانب البعد الجديد الذي أضافه صفقة العام في إنكلترا ديكلان رايس على وسط الملعب، لكن فجأة وبدون سابق إنذار، بدا وكأن آرسنال في طريقه للعودة إلى فصوله الباردة، وكانت البداية أو مؤشر الخطر الحقيقي، حين خطف التعادل من البايرن في ذهاب ملعب «الإمارات»، وتبعها بالسقوط المحرج أمام أستون فيلا بثنائية نظيفة على نفس الملعب، في ضربة قوية لحظوط الفريق في المنافسة على لقب الدوري أو استعادته للمرة الأولى منذ عقدين من الزمان، واكتملت بالعرض البارد في «آليانز آرينا»، الذي لا يعكس أي رغبة أو حماسة بالنسبة للاعبين لمصالحة الجماهير بعد هزيمة عطلة نهاية الأسبوع أمام الفيلانز، والمفارقة أن التاريخ يعيد نفسه للعام الثاني على التوالي، بهبوط مفاجئ في مستوى جُل اللاعبين الذين بالكاد غابوا عن دقيقة لعب واحدة مستحقة منذ بداية الموسم، في مقدمتهم بوكايو ساكا وبن وايت، تماما كما حدث في مثل هذه الأيام من العام الماضي، التي شهدت تخلى آرسنال عن صدارة الدوري لمصلحة السيتي.
هذا بالإضافة إلى ضعف الخبرة الأوروبية لدى أغلب لاعبي الفريق اللندني، وبالأخص الذين لم يسبق لهم اللعب في دوري أبطال أوروبا من قبل، على عكس منافسهم المتسلح بكتيبة من المحاربين والمتمرسين على هكذا سهرات ومواعيد يقولون عنها «تُكسب ولا تُلعب»، ولو أن هذا لا يقلل من عمل النادي البافاري، خصوصا في الشوط الثاني الذي قلب فيه الطاولة على ضيفه الإنكليزي، كاشفا أبرز عيوب ونقاط مشروع المدرب آرتيتا، وتكمن في السذاجة في التعامل مع المباريات الكبرى، والافتقار إلى العمق والواقعية على مدار الـ90 دقيقة، ما يعني صراحة وبدون مجاملة، أن وصول آرسنال إلى طريق البطولات الكبرى ما زال بعيدا، وعلى عكس ما قاله عراب المشروع قبل المباراة، بأن فريقه احتاج عاما واحدا لتحقيق قفزات تحققها أندية أخرى في 10 سنوات، ولعل من شاهد المباراة لاحظ معاناة الفريق من أجل الوصول إلى المناطق الدفاعية المحظورة للدفاع البافاري، حتى في أوقات الأفضلية النسبية على مستوى الاستحواذ السلبي على الكرة في الشوط الأول، وذلك بفضل القراءة الجيدة للمدرب توماس توخيل الذي أغلق كل المنافذ على ضيوفه، باعتماده على إيريك داير بجانب ماتياس دي ليخت في قلب الدفاع ي طريقة 4-2-3-1، مع تعاون كونراد لايمر مع ليون غوريتسكا في وسط الملعب، وحرية وتناوب في المراكز بين الثلاثي جمال موسيالا وليروي ساني ورافائيل غيريرو خلف رأس الحربة هاري كاين، وبعد نجاح توخيل في تحقيق المطلوب منه، بتأمين نتيجة التعادل السلبي في أوقات تفوق المنافس، تحسن الأداء كثيرا في الشوط الثاني، بعد انتقال كيميتش إلى الجهة اليمنى، ليصدر كل أنواع المشاكل لخط دفاع الغانرز، قبل أن يوقع بنفسه على هدف التأهل للدور نصف النهائي، وكما أجاد كيميتش في الحد من خطورة مارتينيلي في الجهة اليمنى، أيضا نصير مزراوي أبلى بلاء حسنا في مركز الظهير الأيسر، بعد دوره الكبير في إبعاد بوكايو ساكا عن المناطق المزعجة، وبالمثل تفوق غوريتسكا بفضل عامل الخبرة الأوروبية على ديكلان رايس في معركة السيطرة على دائرة الوسط في الأوقات الحاسمة، بينما في المقابل، اعتمد مدرب آرسنال على طريقة اللعب 4-3-3، بالحفاظ على ثنائية ويليام ساليبا وغابرييل في عمق الدفاع، وبن وايت وتاكيهيرو تومياسو في مركزي الظهير الأيمن الأيسر، فيما أدى جورجينيو دور لاعب الارتكاز، وأمامه رايس ومارتن أوديغارد، خلف ثلاثي الهجوم المكون من ساكا ومارتينيلي وكاي هافيرتز. ورغم اعتماد آرتيتا على هذا الكم الهائل من المواهب واللاعبين أصحاب النزعة الهجومية، إلا أنهم فشلوا جميعا في تسديد ولو كرة واحدة يُقال عنها خطيرة أو مقلقة للمخضرم مانويل نوير، في ظل استسلام الجناحين للرقابة الصرامة وعزل هافيرتز بين ثنائية دي ليخت وداير، حتى بعد تدخل المدرب في الشوط الثاني، بإشراك غابرييل جيسوس وإيدي نكيتياه ولياندرو تروسارد، لم تتحسن الأوضاع وظل الفريق وكأنه بلا أفكار خلاقة أو حلول من خارج الصندوق، على عكس صاحب الأرض الذي كان أكثر رغبة وإيجابية لضرب موعد مع ريال مدريد في الدور نصف النهائي للمرة الثامنة في تاريخ المواجهات المباشرة بين العملاقين.
أما المباراة الرابعة والأخيرة، التي لم تحظ بنفس المشاهدة والاهتمام، فكانت شاهدة على عودة أتلتيكو مدريد إلى فصوله الباردة، بالتفريط في فرصة التأهل إلى الدور نصف النهائي، رغم أنه على الورق كان الطرف الأوفر حظا للتأهل للدور نصف النهائي، لكنه على أرض الواقع، أثبت بوروسيا دورتموند أنه لم يتصدر مجموعة الموت بضربة حظ أو من قبيل الصدفة، بداية بأدائه البطولي في «واندا متروبوليتانو»، الذي كاد ينتهي على نتيجة التعادل 2-2، لولا تعاطف العارضة مع حامي عرين الهنود الحمر، ثم بإخماد ثورة التشولو وفريقه بعد عودتهم في النتيجة في الشوط الثاني بنفس النتيجة 2-2، وذلك بتسجيل هدفين في غضون 3 دقائق، لتنتهي موقعة إياب «سيغنال ايدونا بارك» بفوز صاحب الأرض برباعية مقابل اثنين، ليتجدد اللقاء مرة أخرى بين أسود الفيستيفاليا وأثرياء عاصمة الضوء، لكن هذه المرة ليس في دور المجموعات، بل بحثا عن تأشيرة اللعب في نهائي «ويمبلي» الشهر بعد المقبل.

كلمات مفتاحية

الأخبار

فن وثقافة

المزيد من الأخبار