فلسطين تشارك بندوة دولية حول التكنولوجيا والذكاء الصناعي في تطوير وكالات الأنباء
24 مايو, 2024 09:55 صباحاًتونس- شاركت دولة فلسطين، ممثلة برئيس تحرير وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" خلود عساف في ندوة دولية حول دور التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي في تطوير المضامين الصحفية لوكالات الأنباء بمقر اتحاد الإذاعات العربية في العاصمة التونسية .
وأجمع مشاركون في الندوة الدولية التي نظمتها وكالة تونس إفريقيا للانباء (وات) اليوم الخميس، بصفتها رئيسا لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، حول "دور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الصناعي في تطوير المضامين الصحفية لوكالات الأنباء"، على أهمية التكنولوجيات الحديثة والذكاء الصناعي في تطوير المضامين الإعلامية والصحفية، داعين في المقابل إلى ضرورة إيجاد التوازن اللازم بين استخدامات هذه التقنيات المتطورة وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المنظمة له.
وشارك في الندوة، مديرون عامون لوكالات أنباء البحر الابيض المتوسط، وممثلو عدد من مكاتب وكالات الأنباء المعتمدين بتونس، ومجموعة من الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الصناعي، لتدارس دور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الصناعي في تطوير المضامين الصحفية لوكالات الأنباء، والتحديات الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الصناعي في وكالات الأنباء، فضلا عن المخاطر السيبرينية للذكاء الصناعي، مع تقديم بعض النماذج من تجارب واستخدامات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي في وكالات الأنباء.
وأكد المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء ناجح الميساوي في افتتاح الندوة الدولية، أهمية استخدام تطبيقات وتقنيات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي في انتاج المضامين الإعلامية وتطويرها كما وكيفا، مشيرا الى ان الدراسات العلمية أجمعت على أهمية التكنولوجيا في تطوير وسائل العمل والانتاج الاعلامي بغرف الاخبار التابعة لمؤسسات الاعلام لاسيما وكالات الأنباء.
ولفت إلى أن استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي يساهم بلا شك في انتاج مضامين إعلامية متنوعة، من ذلك التوجه حاليا نحو انتاج اشكال صحفية حديثة مثل "البودكاست" و"الفودكاست"، معتبرا في السياق ذاته أن تقنيات الذكاء الصناعي قادرة على تمكين الصحفيين من معالجة البيانات والترجمة وصياغة المضامين السمعية البصرية والاخبارية بالسرعة المطلوبة.
وأكدت رئيسة تحرير بوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" خلود عساف في مداخلة لها عبر تقنية "زووم"، إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة في تطوير المضامين الإعلامية، وتقديم المعلومة للمتلقي في وقت مناسب وبصفة فعالة، مشيرة الى محاولات التضليل التي ما فتئت تقوم بها وسائل اعلام الاحتلال لا سيما منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من اكتوبر الماضي، وما خلفه من شهداء وجرحى، وخاصة استهداف الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم، حيث تم احصاء نحو 140 صحفيا شهيدا حتى الآن إلى جانب العديد من المصابين والجرحى، واعتقال أكثر من 100 صحفي، وتعمد قطع الاتصالات واغلاق المكاتب الإعلامية في القطاع والضفة الغربية.
وأبرزت عساف الدور المحوري الذي لعبته التكنولوجيا في تغطية أحداث غزة وما زالت، وخاصة مقاطع الفيديو التي ينشرها اعلاميون أو مواطنون لرصد معاناة الفلسطينيين على أوسع نطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ساهم إلى حد كبير في كشف حقيقة ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين المدنيين وعائلاتهم، وفضح جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أبرز المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية (واج) سمير قايد في مداخلته عبر تقنية "زووم" أهمية هذه الندوة الدولية في طرحها لموضوع التكنولوجيا والذكاء الصناعي ودورهما في تطوير المضامين الإعلامية في اطار التحول الذي يشهده الاعلام وتاثير الذكاء الصناعي عليه، خاصة مع ما يوفره من فرص غير مسبوقة لتحسين كفاءة الصحفي وتطوير المحتوى الاعلامي باكثر دقة ومصداقية.
وذكر أن الواقع الجديد يقتضي التعمق في تأثير الذكاء الصناعي على وسائل الاعلام المختلفة والآثار الأخلاقية والقانونية التي تترتب عن الاستعمال المتزايد له لدى انتاج ونشر المضامين الإعلامية، داعيا الى ضرورة التحلي بالمسؤولية والموازنة بينها وبين الابتكار التكنولوجي التي تعتمد خاصة الخوارزميات وانظمة التعلم الآلي لتحليل البيانات وتكييف المحتوى الاعلامي وفق المعايير الأخلاقية وجودة المضامين الصحفية.
من جهته، اعتبر المدير العالم للمركز الافريقي لتدريب الصحفيين سعيد كريم أن الثورة التكنولوجية واكتساح الانترنت لمختلف المجالات ومنها المجال الاعلامي، وضع العالم أمام تحديات كبرى.
وقدم كريم بالمناسبة برنامج المركز الافريقي لتدريب الصحفيين حول "ديجيتال لاب"، أو مخبر الابتكار التكنولوجي (المضامين التفاعلية) في مجال الميديا والصحافة والاتصال، مبينا أن المخبر الرقمي للمركز يتم اعتماده كمنصة في خدمة الابتكار في مجال الميديا، وفي توفير الدعم والمساعدة للمؤسسات الإعلامية العمومية الراغبة في الانتقال الرقمي، على اعتبارها منصة مخصصة للتجارب الرقمية في المجال الاعلامي والاتصالي، وهي ايضا حاضنة للمشاريع المبتكرة لتطوير محتويات وتطبيقات "الميديا" الجديدة.