حتى أنت أيها البحر أغرقتنا
26 نوفمبر, 2024 12:58 مساءًغزة - شاطئ البحر الواقع غرب قطاع غزة كان المُتنفس الوحيد، والسلوى، والحلوى، لسكان قطاع غزة، ويقصدهُ غالبية الشعب خاصة في الصيف تجلس أغلب العائلات على استراحات شاطئ البحر كالفراشِ المبثوث، في مشهدٍ رهيب؛ وكان بحر غزة الذي يحمل في باطنه كنوز عظيمة لا تُعد، ولا تُحصى، والذي اِكتُشفت فيه كميات رهيبة من الغاز الطبيعي وذلك قبل العدوان. ويعد بحر قطاع غزة من أجمل، وأحلى، وأرقى الأماكن الطبيعية الجميلة لمن يريد رياضة المشي، أو السباحة في البحر، أو من يريد التفكُر، والتأمل، والاستمتاع في جمال شمس الأصيل قبل، وحين وقت الغروب في بحر غزة في الصيف، حينما يتلألأ بريق نورها مع زرقة صفاء ماء البحر الذي يلمع كأنهُ بريق الجواهر، والألماس، في منظرٍ خلاب يبهرُ، ويأخذُ الألباب.. حتى جاء يوم السابع من أكتوبر من العام المنصرم، فانقلب الأمور رأسًا على عقب، وأُحرقت عصابة المحتلين المجرمين غزة بعد مضي يوم السابع من أكتوبر، وغرقت غزة، وشعبها في براكينِ بحر من الدماء، ومزقت، وقطعت الأشلاء، وتعرض الشعب لإبادة، وحشية صهيونية إجرامية شعواء!؛ لم تبقى، ولم تذر، ولم تترك حجرًا على حجر، فاقتلعت الشجر، ودمرت الحجر، وقتلت البشر، وشَتَتَ شمل الأُسَر، والأعراضُ انتُهِّكتْ، وأغلب العائلات الغزية أُجبرت على النزوح، وبعضهم هُجِّرتَ، وأغلب العائلات الثرية في غزة نسقت، ودفعت الأموال، ولِخارج غزة سافرت؛ وعائلات بأكملها استشهدت، ومن السجل المدني شُطبِِّتْ!؛ وجثامين بعض الشهداء بقيت عدة شهور مُلقاه في الشوارع، ولم يستطيع أحد تكريمها بِدفنها!. وانتُهشت القطط، والكلاب بعض الجثامين، وبعض الحُرمات انتُهكتْ من الخنازير الأعداء الكفرة الفجرة الأوغاد!؛ وبعض النُسوة قد اغتُصِّبتْ!!؛؛ والكثير من الناس استشهدت، أو أصيبت، وجُرِحت، وعوائل بأكملها من أماكن تواجدها في غزة من شدة القصف الصهيوني الهمجي والقتل، والدمار، والإبادة فَرَتْ، وللجنوب نزحت، وسكنت خيام الألم، والمعاناة والألآم. وكرامة أغلب الشعب بعد الطوفان انتُهكت!؛ وأجسادهم، وأرواحهم أفُجعت، وأوجعت، ونفوسهم وجِّلت، وانجلت ووحلت، وما انجَّلتْ؛ والظاهر بأن نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني بعد الطوفان قد طلت، وأظلت، وأظَّلمت، وظّلمت وأهلكت، وأنهكت الجميع، وأهلكت!؛ في يومٍ الشمس فيهِ أظلمت، والسماء بالغيوم السوداء تلبدت، وكأن الشَّمْسُ كُورت وأظلمت، وطُمست، ونُكست، والنُّجُومُ كأنها من السماء غابت، وانطفأت، واختفت، وتناثرت، وانكَدَرَتْ؛ وحامت طائرات العدو المجرم كالغربان السوداء في سماء غزة، وحلقت، وقصفت، وقتلت، ودمرت أغلب البيوت، والعمارات صارت رُكامًا وتُرابًا!؛ ومن أماكنها خُلعت واقتُلعِتْ، وفُجِّرتْ، والناس زُلزِلتْ!؛ وفي لمح البصر مئات من الأرواح البريئة الطاهرة جُلُهم من النساء، والأطفال قُتلت، وأُزهقت!.
والشعب في غزة الذى اكتوى ما يقارب من عقدين من الزمان بِنار الانقسام البغيض، والحصار الجائر فجأة حياتهم انتكست وارتكست؛ وذاق الشعب بعد تلك السنوات العجاف مُر العذاب، وسلسلة من النكبات، والأزمات، والمصائب، والنكسات والكثير من التحولات، والمُتغيرات؛ وكأن الشعب الفلسطيني بغزة كلما أراد من الدُنيا رحيقًا، وصفاءً، قالت لهُ الدُنيا بل مُْرَ العذاب وهمًا مًذاب، وصَعبٍ، وصِّعَابْ، وموتٍ ، وسراب، وقصفٌ، وجوعٌ، ومجاعةٌ، وتجويع، وعَطش، وبطشٌ، وتنكيل ودمارٌ، وتدمير؛ وذاد الطين بلة ظهور بعض الأفراد الفاسدين، والتي شكلت عصابات من المجرمين، وكذلك بعض التجار المُرابين، وبعض التجار المحتكرين السلع، ورافعي الأسعار الخونة المجرمين ممن لا ضمير عندهم ولا أي وازعٍ ديني!. وكذلك ظهر على السطح بعض أدعياء الوطنية، والدين من السارقين، والسارقات للمساعدات!؛ فصارت الحياة الدنيا في غزة لِشعبها كالجحيم، ونكبات فوق نكبات، ودارُ همٍ، وغمٍ، وكربٍ، وابتلاء، وبلاء، وغلاءٍ، ووباء؛ وعدو قاتل مجرم منحط جيشه عبارة عن تشكيلة من الزنادقة من أفراد العصابات؛ وبلغت القلوب الحناجر، والراحةُ راحت من الأجسام، وضعفت وهَزُلت؛ والمعاناة صعبٌ، وصفها لمن سكن، وينام في الخيام؛ فكيف ينام الإنسان، وكيف يدخل الحمام، وأين يجد الماء وقصف الطائرات والمجازر لازالت متواصلة؟!؛ وألاف الأنفس قُتلت، وأرواحهم صعدت للعلياء، وغادرت، وارتحلت، ورحلت ومن عناء الدنيا ارتاحت، وللأبدِ سافرت؛ ومن ظُلم الظالمين المجرمين من بعض أولى القُربى تخلصت!؛ وحسبُنا أن أرواحهم في الجنة سكنت، وسرحت، ومرحت، وفرِحتْ؛ وجناتِ النعيم لهم تزينت، وتجملت؛ وأما عصابات العدو الصهيوني ففي القتل قد زادت، وتوحشت، وفي بحرٍ الدم الفلسطيني توغلت، عصابة جيش الكفرة الفجرة الصهاينة الخنازير؛ ومصيرهم بئس المصير، ونارُ جهنم للمجرمين سُعرت، ونهايتهم قد أزُفت؛ ونهاية كيانهم اللقيط قد اقتربت؛ وأما شعب فلسطين المنكوب في غزة منذ أكثر من عام، والذين أغلبهم في الخيام ينتظرون الفرج؛ وبشق الأنفس يجدون فُتات من الطعام، ولم يجدوا من يدافع عنهم من أمة العروبة، والإسلام، ولا ظهير لهم من الحُكام اللئِام، ولا معتصمًا ليوقف نار الحرب عنهم، وحتى الصقيع، والبرد، والغيث المُنهمر من السماء أغرقهم، وكذلك موج البحر لاحقهم، ولم يجعلهم ينامون بسلام، فأغرق آلاف من الخيام!؛ ويعيشون بحرًا من الأحزان، والأزمات، والمصائب، والمُصيبات، والظلام، والظُلم، والظُلمَات والليالي الحالكات وطيران العدو المُهلِكَات؛ ورغم كل تلك النكبات، والويلات، ستأتي بإذن الله المُبشِرات، والبشارات، والبُشريات، والخيرات.
الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الأستاذ، والمحاضر الجامعي غير المتفرغ/ غزة ــ فلسطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين، والأدباء العرب بفلسطين
واتس/ 00972598919333
[email protected]