"سبسطية".. تاريخ بحاجة لترويج
نشر في : 20 مايو, 2022 06:34 مساءً

نابلس - بدوية السامري-لا يمكن أن يمر سائح بمدينة نابلس، دون أن يعرج إلى بلدة سبسطية القريبة، ليطلع على الآثار، ويتجول بشارع الأعمدة فيها، والتي هي محط أطماع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

يقول رئيس بلدية سبسطية محمد عازم ، كل زاوية هنا فيها قصة هذه البلدة عاصرت حضارات عدة.

وتقع البلدة سبسطية على تلة يبلغ ارتفاعها حوالي 500 متر عن سطح البحر، وتبعد عن نابلس 12 كيلو مترا شمال غرب نابلس، ولها تاريخها وحضاراتها، وهناك العديد من الآثار الموجودة فيها، كما أنها مشهورة بأشجار المشمش والزيتون، في حين يؤكد عازم أن أهم ما يميزها المعالم الأثرية البارزة منذ القدم.

وبحسب عازم، تضم سبسطية الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية الشامخة، فهناك ساحة البازاليكا أو البيادر وقصر هيرودس اليوناني، وساحة الأعمدة، ومعبد أغسطس أو معبد الشمس، وكنيسة الراس، وقصر العاج، والكنيسة البيزنطية، كما أنها تحوي قبر سيدنا يحيى عليه السلام، أو ما يعرف لدى المسيحيين يوحنا المعمدان، والعديد من الأماكن الأثرية والتاريخية الممتدة على مساحة سبسطية.

ويضيف نحن بحاجة أن نستمر في ترسيخ روايتنا لنحميها من الاندثار، وأن نعزز من السياحة الداخلية، وبالتحديد للأماكن الأثرية والتاريخية لنتعرف على تاريخنا، وحضارتنا، وحضارة من سبقونا وعاشوا على أرضنا من خلال خطة ترويجية محلية وغربية، ومادة علمية تسلط الضوء على البلدة.

ينقص البلدة، تسليط الضوء عليها أكثر والترويج لها محليا وعالميا أيضا، فهي تستحق ذلك. يشير عازم.

وموقع سبسطية الجغرافي أكسبها أهمية قديما كونها تقع على مسار الحج المسيحي من القدس وبيت لحم حتى الناصرة، وأعطى ميزة لها لأن كان فيها مواقع دينية، وأثرية، والعديد من الحضارات تركت بصماتها.

وتحوي البلدة حاليا عددا من المطاعم التي وفرت المأكولات والمشروبات للزائرين، حيث يتمكن الزائر من إيجاد جلسات هادئة جميلة.

ويشير عازم إلى ضرورة زيارة عدد الزائرين للبلدة، خصوصا المحليين منهم، بهدف التعرف عليها وعلى ما تضم من تحف وآثار.

وكانت انقطعت كل الزيارات عن البلدة كما بقية مناطق العالم في ظل انتشار فيروس "كورونا"، ولكنها عادت شيئا فشيئا، لكن ليس كما يجب بعد.

وتمنى عازم بأن تحظى البلدة على إقبال السياحة الداخلية، خصوصا من فلسطينيي العام 48، ودعا إلى تشجيع المسارات إلى سبسطية كغيرها من المناطق الأخرى، خصوصا وأنها تتعرض بشكل دائم لاقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم.

وكانت اختارت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية سبسطية لتنظيم فعالية خاصة بيوم المتاحف العالمي، لتسليط الضوء عليها، شارك فيها عدد من طلبة المدارس، وتم تنفيذ جزء منها داخل متحف سبسطية.

تقول ولاء غزال التي تعمل أمين لمتحف سبسطية الأثري، أن النشاط السياحي بعد عام 2010 كان جيدا، لكن ومع انتشار جائحة "كورونا" أغلق المتحف، وفي شهر آب من العام الماضي 2021 عاد المتحف لاستقبال زواره.

وتؤكد غزال بأن المنطقة بشكل عام بحاجة ترويج، لاستقطاب السياح سواء المحليين أو الأجانب، وهناك الكثيرون ممن يصلوا هنا ويصدموا بجمال الآثار فيها في بلدة سياحية من الدرجة الأولى.

وأشارت إلى أن الدارسين هم أكثر المهتمين لزيارة المتحف، ويجب أن يكون هناك وعي لدى المواطنين بأهمية هذه الأماكن والتردد عليها.

ويحوي المتحف القطع الأثرية من عصور مختلفة مرت على سبسطية، من البرونزي والحديدي حتى الاسلامي، فهو موجود في مكان تاريخي بالقرب من مقام النبي يحيى.

يذكر أنه ومنذ العام 2008، تم البدء بتنظيم مهرجان سبسطية الدولي في بلدتها القديمة وعلى آثارها التاريخية لإلقاء الضوء على هذا الموقع الذي يمتد عمره منذ آلاف السنين، بعد أن كان ينظم لمدة سنوات في مواقع أخرى.

وبحسب دائرة الآثار التابعة لوزارة السياحة، فإن سبسطية موضوعة على لائحة المواقع التاريخية والتراثية ذات القيمة العالمية المتميزة في فلسطين، التي تم تقديم عدد منها إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لتكون على لائحة التراث العالمي.