عيد الإستقلال ال76 والأردن  بصمود وشموخ رغم التحديات المتعددة الاتجاهات 
نشر في : 26 مايو, 2022 09:24 صباحاً

الأردنيون يحتفلون في عيد الإستقلال السادس والسبعون 
عمان -فقد زينة الشوارع والمباني بلافتات والأعلام الأردنية على سيارات ومركبات المواطنين الخاصة والعامة وتسمع أصوات أبواق السيارات والأغاني الأردنية الشعبية والوطنية والتي تعبر عن فرحة المواطنين في العاصمة عمان وفي مختلف المحافظات الأردنية، والذي يميز الاحتفالات في الأردن أن الشعب الأردني يحتفل بعيد الإستقلال بشكل تلقائي دون دوافع من الدولة وقد يتجاوز في الاحتفالات الوطنية والدينية إحتفالات الدول الأردنية، والجميل في الأردنيين ومن شتا الأصول والمانبت، أنهم ينتقدون الحكومات الأردنية المتعاقبة بما في ذلك الانتقادات للبرلمان الأردني، ولكن الأردنيون لا يسمحوا لكائن من كان في توجيه الانتقادات للدولة الأردنية وبشكل خاص للملك والأسرة الهاشمية وللجيش العربي الاردني والمؤسسة الأمنية الأردنية. 

الأردنيون هم أكثر شعوب الوطن العربي في الإنتماء للأمة العربية وهم على درجة كبيرة من التمسك في العروبة والقومية، الأردنيون ينظرون إلى القضية الفلسطينية بمناظر مختلف عن الشعوب العربية، حيث يعتبر أن القضية الفلسطينية ليست مجرد تضامن ودعم وإسناد، بل هي قضية وطنية بامتياز وخاصة عندما يتعلق بموضوع القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فقد شاهدنا جموع المواطنين الأردنيين في السير نحو الجسر الفاصل بين الضفتين، حيث استعد آلاف المواطنين من مختلف العشائر الأردنية في العبور إلى فلسطين  ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي،  بعد الاستفزازات من قبل المستوطنين والمتطرفين في اقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك من العام الماضي 2021، ولذلك فإن الأردنيون شركاء قيادة وشعباً وجيش ومختلف مؤسسات الدولة الأردنية في القضية الفلسطينية وفي مختلف المسارات؛ لذلك فإن الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية تشكل عنوان من الضمانة للقدس وعروبتها في الماضي والحاضر والمستقبل، ولقد رفع الأردنيون شعار في مطلع التسعينيات نحن جميعاً أردنيون في دفاع عن الأردن، وكلنا فلسطينيون في دفاع عن فلسطين، وعلى المستوى الرسمي الأردني والوصاية الهاشمية، شكل الملك عبدالله الثاني صمام الأمان للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وخاصة على الصعيد الأممي، إضافة إلى إن القضية الفلسطينية ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين، هي من الملفات الدائمة للملك عبد الله الثاني في مختلف الحوارات والنقاشات  خلال اللقاءات مع الزعماء والمسؤولين الذين يقوم بزيارة رسمية إلى الأردن، وإلى  جانب ذلك فإن ملف القضية الفلسطينية حاضرة في اللقاءات للملك في مختلف عواصم ودول العالم وقد تحدث الملك عبدالله الثاني مخاطب الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ والبرلمان الأوروبي في ضرورة حل القضية الفلسطينية ووفقاً للقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لذلك لا نبالغ حين نقول أن الملك عبدالله الثاني الصوت المسموع والمرئي والمؤثر في تقديم القضية الفلسطينية، ونؤكد بأن الملك عبدالله الثاني وبشكل إستثنائية وقف بكل عزيمة واقتدار برفض صفقة القرن من جذورها مما شكل عامل مساعد ومهم للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية وهذا الموقف للملك 
شكل دعم لتحرك  لدولة الأردنية ومؤسساتها التنفيذية وشرعية.
 
وقد أسهم الموقف الأردني في إنعقاد إجتماع إتحاد البرلماني العربي في الأردن ويؤكد المؤتمر   برئاسة الأردن على رفض صفقة القرن، وورشة البحرين  ورفض كل مخرجاتها،
ويؤكد الاتحاد البرلماني العربي  على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

وفي ظل التصعيد لتمرير صفقة القرن ودع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس البرلمان الأردني، وهو رئيس اتحاد البرلمان العربي 
إلى إجتماع طارئ للاتحاد البرلمان العربي في العاصمة الأردنية عمان عام 2020  تأكيداً على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن، حيث تعرض الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية إلى سلسلة من الضغوطات من قبل  الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب وفريقه والتي يرافقها وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها، إضافة إلى وقف المساعدات للوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، إلى جانب قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحجز أموال الضرائب والرسوم والجمارك الفلسطينية 
وعدم تسليمه إلى السلطة الفلسطينية في إطار الضغوطات على الجانب الفلسطيني، ورغم كل التحديات فإن الملك عبدالله الثاني شكل عامل أساسي والإسناد للقيادة والشعب الفلسطيني وللعلم الموقف الثابت للملك عبدالله الثاني يعني وبصراحة إفشال صفقة القرن، ولذلك يبقى الأردن في دائرة الاستهداف، حيث يؤكد الموقف الأردني الدائم وثابت  على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل عادل للاجئين الفلسطينيين؛ لذلك ليس من فراغ المحاولات المتكررة في إختراق الحدود الأردنية وقيام الجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة من إدخال المخدرات والسلاح وبشكل تدريجي ومن  مختلف المنافذ الحدودية، لمحاولة بناء قواعد إرتكاز داخل الأراضي الأردنية، ندعو الله العلي القدير أن يحمي الأردن من كل مكروة بإذن الله تعالى، ونكرر ونقول كلنا أردنيين في الدفاع عن الأردن، أرض الحشد والرباط كل عام والأردن ملكاً وجيشاً وشعباً في أمن وسلام. 


عمران الخطيب 

[email protected]