سعدية ضحية الإهمال والتعذيب
نشر في : 04 يوليو, 2022 12:21 مساءً

نبض الحياة 

رام الله -في سجن الدامون الإسرائيلي اثناء الوضوء لصلاة الفجر اغمي عليها نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، تم نقلها الى عيادة المستشفى، ثم اعلن بعد ذلك عن استشهادها. سقطت صريعة المرض والإهمال المتعمد، لتعلن للعالم مجددا عن بشاعة ودونية وهمجية دولة الاستعمار والارهاب الإسرائيلية. هذا وكانت المناضلة البطلة سعدية مطر فرج الله حضرت يوم الثلاثاء الماضي الموافق 28 حزيران الماضي على كرسي الى المحكمة، لانها لا تقوى على الوقوف او المشي، نتيجة تفشي المرض بجسدها المتعب والمنهك من الإهمال، وعدم الرعاية الصحية المقبولة، ولا أقول المناسبة لها، التي قضت (الحكمة) مبدئا باعتقالها خمسة أعوام، ودفع غرامة مالية تقدر ب (15000) خمسة عشر الف شيقل، وتعادل حوالي أربعة الاف وثلاثماية دولار أميركي. 
رحلت اكبر أسيرة حرية عن عمر ال(68 عاما ) نتاج الإهمال الطبي، والتعذيب الجسدي والنفسي، الذي تعرضت له الشهيدة فرج الله منذ لحظة اعتقالها الأولى  لعملية تنكيل وحشي، واثناء التحقيق واصلت سلطات السجون الاجرامية سياسة الترهيب، والضرب والعزل في ال18 من كانون اول / ديسمبر 2021 وحتى استشهادها. وكان محامي الاسيرة طالب سلطات السجون الإسرائيلية بتحويل عميدة السن للمستشفى، تأمين العلاج المناسب لها، بدل سياسة الإهمال المتعمد والمقصود. لا سيما وان عيادات باستيلات الاستعمار الإسرائيلي لا توفر الحد الأدنى للأسرى المرضى من الجنسين. 
ولكن قيادة السجن لم تعر طلب المحامي أي اهتمام، وتعاملت مع مرض الاسيرة فرج الله بلا مبالاة، ووفق سياسة التطنيش، والايغال في الإهمال المتعمد والمقصود والهادف لزيادة واتساع انتشار الامراض في صفوف كل اسرى الحرية، وليس شيخة الاسيرات الراحلة ابنة محافظة خليل الرحمن فقط، الامر الذي ادى لقتل الماجدة الفلسطينية البطلة سعدية، والام لثمانية أبناء بدم بارد، وبرحيل ابنة إذنا تكون سلطات السجون الإسرائيلية الاجرامية قتلت واغتالت 230 اسيرا من النساء والرجال منذ العام 1967، فضلا عن وجود ما يزيد عن 600 اسير مريض، يعانون من امراض شتى وخاصة الامراض المزمنة.
ومع ذلك تتعامل سلطات السجون الاستعمارية  مع مرضى الحركة الاسيرة بتباطء شديد، والاكتفاء باعطائهم المسكنات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فضلا عن شروط الاعتقال اللا إنسانية من حيث الاكتظاظ، او من نتاج الرطوبة الموجودة في الغرف، والغذاء السيء، او العزل الخانق المتلازم مع عمليات التعذيب الجسدي والنفسي. كما حصل مع الأسير الطفل المقدسي احمد المصري، او الشيخ الجليل فؤاد الشوبكي او غيرهم من اسرى الحرية والسلام. 
وفي اعقاب قتل الشهيدة سعدية، ولادارك هيئة الاسرى والمحررين ونادي الأسير وغيرهم من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية ان الوفاة ليست طبيعية، طالبت الهيئة اجراء تشريح لجثة شهيدة الإرهاب الإسرائيلي الدولاني المنظم، كما وطالبت بوجود طبيب فلسطيني مختص في علم التشريح للوقوف على خلفية وأسباب وفاتها. مع ان هناك قناعة راسخة لدى أبناء الشعب عموما وجهات الاختصاص خصوصا، بان ذات سياسة الموت البطيئ الناتجة عن الإهمال والتعذيب وسوء التغذية، وعدم تقديم العلاج المناسب في الوقت والمكان المناسب، الذي يمكن ان يحدث مع الأسير ناصر أبو حميد او أي من الاسرى المضربين لعشرات الأيام عن الطعام ومنهم العواودة لرفضهم الاعتقال الإداري المرفوض والمدان عالميا، ويتناقض مع ابسط معايير حقوق الانسان الأممية. 
ان قتل الماجدة الاسيرة سعدية يفتح مجددا معركة إعادة الاعتبار لاسرى الحرية على الصعد والمستويات المختلفة، ويتطلب من الولايات المتحدة وكل انسان مؤمن بانسانيته وكرامته، وكل دولة او مؤسسة تدافع عن تلك الحقوق، وتنادي بها، او تتغنى بها، عليها ان تعمل على الاتي، أولا مطالبة إسرائيل الاستعمارية بالتوقف مرة والى الابد عن التعامل مع الاسرى ك"إرهابيين ومخربين"، وانما كاسرى حرب، مدافعين عن الحرية والاستقلال السياسي وتقرير المصير لهم ولشعبهم؛ ثانيا تأمين الزيارات المنتظمة لهم من ذويهم، والصليب الأحمر؛ ثالثا تأمين أماكن اعتقال مناسبة صحيا وغذائيا وبيئيا وثقافيا لهم؛ رابعا التوقف عن سياسة المطاردة لرواتب اسرهم وذويهم، والكف عن الأكاذيب والتلفيقات العنصرية بحقهم؛ خامسا الافراج الفوري عن الاسرى المرضى والأطفال والنساء والمعتقلين الإداريين دون وجه حق، وتأمين محاكمات وفق معايير القانون الدولي لاسرى الحرية والسلام والعودة والاستقلال وتقرير المصير. 
ورحم الله الشهيدة البطلة سعدية مطر فرج الله من اذنا الخليل، والسلام لروحها ولارواح كل شهداء اسرى الحرية ال230.
[email protected]
[email protected]