الأضاحي.. أسواق ممتلئة وحركة شرائية ضعيفة
نشر في : 06 يوليو, 2022 11:03 صباحاً

الخليل -ساهر عمرو-تشهد أسواق الأضاحي في فلسطين إقبالا كبيرا من المواطنين مقارنة بالأعوام السابقة، إلا أن هذا الإقبال لم يترجم إلى عمليات شراء، في ظاهرة أثارت الخوف لدى مربي وتجار الأغنام من ركود يلقي بظلاله على تجارتهم، ويكبدهم خسائر كبيرة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد.

يقول أحد تجار ومربي الأغنام محمد صبيح: "الأسواق ممتلئة والناس لا تشتري"، لقد بدى سوق الحلال في الخليل يوم الجمعة ماضي مبشرا بموسم جيد، حيث توافد الآلاف من المواطنين إلى السوق وأغلقت الطرقات لمسافات طويلة، في مشهد لم نألفه من قبل، ما أثار حالة من الفرح والسرور لدى التجار سرعان ما تحولت إلى خوف وقلق شديدين، بسبب إحجام المواطنين عن الشراء والاكتفاء بالمشاهدة فقط".

وسجلت عمليات البيع والشراء معدلات متدنية جدا عكس كل التوقعات خاصة في هذه الأيام ونحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك، فلم تصل تلك المعدلات في أحسن أحوالها إلى الوضع الطبيعي الذي يسجل في الأيام العادية، الأمر الذي أثار حالة من الخوف لدى المربين والتجار الذين ينتظرون ويتحضرون طوال العام لهذا الموسم.

وحول الأسباب التي تقف وراء ذلك يقول صبيح: "إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون وارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على قدرتهم الشرائية، وتحديد أولوياتهم واقتصارها على الاحتياجات الأساسية، إلى جانب ارتفاع أسعار الأضاحي المبرر نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير، ونفوق عدد كبير من الأغنام نتيجة تفشي مرض الحمى القلاعية في الفترة السابقة، الأمر الذي رفع تكاليف التربية وانعكس بشكل كبير على أسعار الأغنام، والتي وصلت إلى 8 دنانير للكيلو غرام الواحد من الخروف الحي.

وفي السياق أكد المزارع أبو خليل من بلدة سنجل شمال رام الله، تراجع الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، موضحا أنه لم يحجز عنده سوى 15 أضحية هذا العيد على خلاف العيد الماضي الذي باع فيه 40 أضحية.

ويعزو أبو خليل أسباب التراجع إلى ارتفاع أسعار الماشية نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية، وكذلك للارتفاع العام بالأسعار ومستلزمات التربية، مشيرا إلى أن سعر كيلو الخاروف الحي ارتفع إلى 40 شيقلا هذا العام بعدما كانت تبلغ 37 شيقلا العام الماضي.

وقال أحد تجار العجول في جنين لـ "وفا"، إن العديد من المواطنين يشترون الأضاحي من فئة العجول المسمنة كونها وفيرة اللحوم ويمكن التشارك بها من قبل عدد من الأشخاص لا يزيد عن سبعة، وهذا من شأنه تقليل تكاليف الأضحية على المواطن إلى النصف تقريبا مقارنة بسعر الخروف، خاصة وأن سعر كيلو العجل الحي من فئة الهولندي يبلغ 18 شيقلا ومن فئة الشارلي يصل إلى 21، ومن فئة البلجيكي 23 شيقل تقريبا.

وحذر المزارع أبو رامي الدعاجنة (58 عاما) من أن استمرار هذا الوضع سيراكم خسائر كبيرة على مربي وتجار الأغنام، حيث سيؤدي احتفاظهم بقطعانهم والاستمرار في تغذيتها إلى زيادة وزنها الى حدود تتجاوز الأوزان المطلوبة، وبالتالي انخفاض أسعارها إلى أدنى مستوياته، فالزيادة الكبيرة في الوزن يقابلها انخفاض في السعر، أملا بتحسن الأوضاع في الأيام القليلة القادمة التي تفصلنا عن عيد الأضحى.

من جانبه أكد مدير سوق الحلال بالظاهرية باسل عوايصة، أن حركة السوق ضعيفة فهناك كميات كبيرة من الأغنام تدخل السوق إلا أن حركة الشراء ضعيفة، حيث لم تتجاوز عمليات البيع التي تم رصدها في السوق ما نسبته 35% من المعروض، ما أجبر التجار ومربي الأغنام للعودة بقطعانهم دون بيعها.

وتابع، إن هذا الأمر أدى إلى انخفاض الأسعار إلى ما يقارب 7.5 دينار بعد أن وصلت سابقا إلى ما يزيد عن 8 دنانير، وذلك نتيجة خوف المزارعين من ركود في الأسواق وتحملهم خسائر كبيرة نتيجة عدم بيع قطعانهم.

وقال الحاج أبو خالد الفقير (61عاما) إنه يحرص ومنذ عشرة أيام على الحضور إلى السوق من أجل شراء أضحية بسعر مناسب، إلا أنه يفضل الانتظار بسبب ارتفاع الأسعار متمنيا انخفاضها في الأيام القادمة، مضيفا: كنا نتوقع أن نجد أسعار المستورد قليلة وفي المتناول، إلا أنها مرتفعة ومماثلة للأسعار البلدية، وفي حال بقاء الأمور على هذا الحال فإنني سوف أحجم عن شراء الأضحية هذا العام.

وأوضح مدير زراعة الخليل أسامة جرار، أن الكميات المتوفرة في الأسواق سواء المحلية أو المستوردة منها كافية لسد احتياجات المواطنين في هذه الفترة، متوقعا ارتفاع وتيرة عمليات الشراء في الأيام المقبلة وستكون مرضية بشكل جيد للمربين والتجار، مستبعدا إمكانية دخول الأسواق في حالة ركود.

وفيما يتعلق بارتفاع أسعار المستورد من الخراف، قال جرار: إن الاستيراد لم يسجل أثرا إيجابيا مباشرا لصالح المواطنين فالأسعار كانت مماثلة تقريبا لأسعار الخراف البلدية، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها من المصدر بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد بشكل كبير، كل ذلك حرم المواطن من الاستفادة المباشرة من عمليات الاستيراد.