هل الأوصياء على الناس ضحايا أنفسهم و جلادو غيرهم!
نشر في : 14 اغسطس, 2022 09:32 صباحاً

رام الله - في وسط كل هذه الفوضى السياسية التي نعاني منها كعرب و مسلمين بات من المستحيل  علينا أن نجلد ذاتنا أكثر !
فالأسواط التي تدك بأجسادنا من كل حدب و صوب جعلتنا نعيش بحالة من الهذيان السياسي و الفوضى اللا أخلاقية و قلب الحقائق  ! فبتنا نخشى مقامرات تزيد الطين بلة !
المتأمل لما يحدث بالساحة من مجريات يدرك جيدا بأن جميع الممارسات الصهيونية التي يرتكبها الصهاينة بحجم ساديتهم و حجم القوة المفرطة التي يستخدمونها و الحصار السياسي بدون الاكتراث لأحد وسط نفاق سياسي لا أخلاقي عالمي واضح..  فترى صورا مقززة لمن  يهرولون لأخذ السمع و الطاعة من كيان صهيوني يختال بجرائمه  ليتبركوا بهم!

لا أدري على الرغم من  كل هذه البشاعة التي يتعرض لها هذا الشعب الأعزل لماذا  لم نجد صوتا واحدا الى الآن يحتوي الأسى الذي يقبع به الفلسطيني و الذي يسعى   لترميم جراحه بنفسه  دون ادنى تأنيب للضمير العالمي و الانساني !

وسط كل هذه المشاهد و المغيّب عنها الضمير الانساني لا نجد الا اوصياء على الشعب الفلسطيني  من اصحاب المصالح الذين يتسابقون للعزف على اوجاع الشعوب فتجدهم يسعون نحو تحقيق نظريات و احداث لا محل لها من الواقع  .. لايقاع الشعب الفلسطيني في فخاخ الاستسلام و العبودية و اليأس من جراء تحقيق اهداف للكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني لاستدراجه على طاولة سياسية لمفاوضته على أبسط حقوقه  !

 البعض ممن يضخم من حجم المقاومة الفلسطينية بأدواتها البسيطة لغاياته و ممن يوجهون لها أصابع الاتهام بين الفينة و الأخرى و  ممن يحاولوا المقامرة بها كأحجار الشطرنج يدركون جيدا ان محاولاتهم  بائت مشلولة دون تحقيق أدنى هدف! 

كون أن الهدف النبيل من المقاومة الفلسطينية و التي يعيها الفلسطيني جيدا غير مقرونة بأي نوع من الدعم المشروط و سط هذا الحصار الذي يتعرض له الفلسطيني دون رحمة ! او السعي نحو مكتسبات  في حضور احتلال لا يعرف الا لغة الجريمة و الحرب  و نقض العهود  ..   فبات الفلسطيني لا يؤمن بأحد و اصبح يدخل بمعارك معنوية بأضعف ما يملك من ادوات اتيحت له من صلب تراب الوطن  لكسر القيود و احباط جميع النظريات المستحيلة التي يراهن عليها العدو الصهيوني بأن تكون فلسطين لأبنائها  و تحقيق الهزيمة التي يريدون. ..

و هذا ما تشهده كاميرات العالم عندما نرى مواجهة جيش الكيان الصهيوني بكامل قوته لنجده مفلسا همجيا أمام فتى فلسطيني شجاع يقاوم بسلاحه البسيط الى جانب عقيدته و ايمانه العميق  بقضيته..  او امام طفل يحمل بيده حجر !..

الآن و وسط هذا الحجم من الانحدار السياسي و الاخلاقي الذي يقوده الكيان الصهيوني و حلفائه ما زال  السياسيون و المرتزقة في العالم بأسره يندفعون نحو  القضية الفلسطينية لحساباتهم الخاصة و لاعلاء راياتهم على جمامجم و جراح شعب ما زال صامدا بعقيدته و مبادئة التي يحاربها العدو بأعظم تراسانات العالم !
فأشراف الشعب الفلسطيني بعيدا عن المسميات او التقسيمات التي يلقننا اياها الكيان الصهيوني بأبواقه الخبيثة يدركون جيدا أن المعارك ستبقى مستمرة بعيدا عن اوصياء غير بارين لهم فهم يدركون بأنه على الرغم من كل هذه الوحشية التي يتعرضون و سيتعرضون لها هم الأقوياء بايمانهم و عقيدتهم و عزيمتهم و سيحققون المعجزات التي يخطها التاريخ بيد فخورة في زمن لا يستطيع النيل من الحقيقة بأن فلسطين لأبنائها البارين فقط !

•كاتبة ومحامية.