في كأس العالم في قطر دعس التطبيع وسقط تحت أقدام الشعوب العربية
نشر في : 02 ديسمبر, 2022 09:07 صباحاً

بيروت -بداية بكل الفخر والمحبة نوجه شكر إلى كل الحناجر العربية الأصيلة التي علت صيحاتها بالهتاف لفلسطين، ونوجه الامتنان لتلك الرؤوس التي توشحت برمز الفلسطينيين الكوفية السمراء التي كان يتوشح بها قائد فلسطين ورمز نضالها الوطني الطويل الشهيد أبو عمار، ونوجه تحية تليق بتلك الأيادي التي لوحت بالعلم الفلسطيني على المدرجات، ونقبل رؤوس الشبان العرب والمسلمين الذين طافوا بعلم فلسطين في أرجاء الملاعب.

ولن ننسى أن نؤدي تحية الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين إلى المناضلين الإشراف الذين رفضوا وبعنفوانهم العربي الأصيل إجراء أي مقابلة مع قنوات كيان الإحتلال الصهيوني، حيث شرفوا بمواقفهم هذه كل العرب والمسلمين، ولن ينسى الشعب الفلسطيني ذلك الشاب اللبناني الحر الشريف الذي صطدم أحد مراسلي فضائيات كيان الإحتلال الصهيوني حين قال له لا يوجد شيء إسمه إسرائيل هي فلسطين وستبقى فلسطين طال الزمن أم قصر، وذلك الشاب الأصيل الذي لف نفسه بالعلم الفلسطيني مستفزا المراسل الصهيوني، والاف المشاهد والأحداث التي التقطتها الكاميرا والتي لم تلتقطها. 

المونديال في قطر كشف الحقيقة المرة التي كان يخشاها قادة كيان الإحتلال وقادة البيت الأبيض الأميركي بان الشعوب العربية والإسلامية لن تطبع حتى ولو طبعت دولها، وفشلت إسرائيل ومن خلفها الإدارة الأميركية في تحقيق أي اختراقات تطبيعية مع الشعوب العربية والإسلامية، كما لم تنجح معاهدات السلام مع الاسرائيلية مع الأردن ومصر في التطبيع الشعبي، وظهر للعلن في مونديال قطر أن التطبيع الذي جاءت به الإدارة الأميركية آبان رئاسة دونالد ترامب والتي سميت صفقة العصر سقطت وداستها أقدام لاعبي منتخبات المملكة العربية السعودية وتونس وقطر والمغرب، وسحقتها اقدام ملايين العرب وأحرار العالم، واطلقت عليها رصاصات الرحمة بندقية الفدائيين الثوار في فلسطين. 

وكنا نعرف نحن الفلسطينيين أن ما ترسمه السياسية ستمحيه أمواج الشعوب الابية في وطننا العربي والإسلامي، لذلك صبرنا على المعاناة وتحملنا الضغوطات على الجانب الفلسطيني السياسية والاقتصادية والمالية، معتقدين إنهم يستطيعون تركيع وتجويع الشعب الفلسطيني إذا حاصروه ماليا واقتصاديا، ولم يدركوا ان الشعب الفلسطيني كان يشعر أنه ليس وحيدا في معركة دفاعه عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وعن قضيته العادلة، واليوم ومن خلال هذا المونديال ازدادت قناعة الشعب الفلسطيني بالامة التي رفضت كل عمليات التطبيع مع هذا السرطان المسمى إسرائيل والذي ظهر جليا في رفض المشجعين العرب والمسلمين إجراء اي مقابلة صحفية مع قناة صهيونية وهذا ان دل يدل على موقف الشعوب الرافض للخنوع والتطبيع مع كيان الإحتلال الصهيوني من جهة، والداعم والمساند للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة من جهة أخرى. 

ومن المؤكد أن مونديال قطر حمل رسالتين مهمتين: الأولى صفعة قوية للتطبيع وللمطبعين، والثانية وقوف الشعوب العربية والإسلامية وكافة أحرار وشرفاء العالم إلى جانب فلسطين ودعم واسناد شعبها المرابط في بيت المقدس والصامد والثابت في غزة والضفة الغربية.