مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية
نشر في : 23 فبراير, 2024 11:47 صباحاً

نيويورك - عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسته الشهرية لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية، استمع خلالها الأعضاء إلى إحاطة من منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند.

وتحدث وينسلاند عن زيارته لقطاع غزة هذا الأسبوع، ليرى بنفسه المأساة التي تتكشف، وللقاء "الفرق الأممية التي تعمل بلا كلل وبشجاعة على الأرض"، في خضم تحديات جسيمة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للمدنيين الفلسطينيين في القطاع، مشيرا إلى أن ما رآه "كان صادما ومروعا".

وجدد وينسلاند التأكيد على مدى الحاجة الملحة إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقال إنه سيواصل حث جميع الأطراف المعنية على معالجة العوائق الرئيسة التي تعترض استجابة الأمم المتحدة الإنسانية على الأرض.

وشدد على الحاجة إلى المزيد من تدابير السلامة، والمزيد من الأمن والأدوات ونقاط الوصول لتوسيع نطاق المساعدات، خاصة في شمال القطاع.

وبشأن حل الدولتين، دعا وينسلاند إلى وضع إطار سياسي محدد زمنيا لإنهاء الاحتلال وإقامة حل الدولتين بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.

وقال: "يجب أن تتضافر هذه الجهود وتتسارع إذا أردنا الخروج من هذا الكابوس إلى مسار يمكن أن يوفر للفلسطينيين والإسرائيليين فرصة لتحقيق سلام دائم".

وناشد وينسلاند القيام باستجابة جماعية منسقة وشاملة، ليس فقط لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة ولكن أيضا لاستعادة الأفق السياسي للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، مع تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

بدوره، أعرب الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوفر لوكيير، في إحاطته، عن "فزعه" من استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض (الفيتو) لعرقلة الجهود الرامية إلى تبني القرارات الأكثر وضوحا، التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

وقال لوكيير إن الهجمات على الرعاية الصحية، هجوم ضد الإنسانية، مشيرا إلى أنه ومنذ أقل من 48 ساعة، أدى القصف الإسرائيلي وإطلاق النار إلى مقتل وإصابة أفراد من منظمة أطباء بلا حدود وعائلاتهم في خان يونس، على الرغم من إخطار الأطراف بالموقع الذي تم تحديده بعلم منظمة أطباء بلا حدود، مذكرا أن البعض كانوا محاصرين في النيران المشتعلة.

وبين أن إطلاق النار أدى إلى تأخير وصول سيارات الإسعاف إليهم، فيما أصبح نمطا "مألوفًا للغاية" يتمثل في قيام القوات الإسرائيلية بمداهمة المستشفيات وجرف مركبات منظمة أطباء بلا حدود، ومهاجمة قوافلها.
وأوضح، "أن القوانين والمبادئ التي نعتمد عليها بشكل جماعي لتمكين المساعدة الإنسانية تآكلت الآن، إلى حد أنها أصبحت بلا معنى".

وقال لوكيير، في إحاطته، إنه في مواجهة عمليات القتل والتشويه التي يتعرض لها عمال الإغاثة، فإن "الاستجابة الإنسانية في غزة اليوم هي مجرد وهم".

وتابع أن "الدعوات للحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية ترددت في جميع أنحاء هذه القاعة، ولكن في غزة لدينا أقل وأقل كل يوم ومساحة أقل، وأدوية أقل، وطعام أقل، ومياه أقل، وسلامة أقل."
وأضاف: "منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر، اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى إخلاء تسعة مرافق صحية، حيث قامت الفرق الطبية بإضافة اختصار جديد إلى مفرداتها تعني: طفل، جريح، لا عائلة على قيد الحياة".
وأكد أن سكان غزة يحتاجون إلى وقف إطلاق النار ليس عندما يكون ذلك ممكنا، "ولكن الآن". مضيفا: "إنهم بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وليس إلى فترة هدوء مؤقتة، وأي شيء أقل من ذلك فهو إهمال جسيم".

وكان مجلس الأمن الدولي، فشل، الثلاثاء، في تبني مشروع قرار يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض "الفيتو".

وصوت لصالح مشروع القرار الذي قدمته الجزائر باسم المجموعة العربية، 13 دولة، في حين امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة "الفيتو" لإحباط القرار.

ويرفض مشروع القرار التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويدعو إلى الالتزام بالقانون الدولي، ويجدد دعوته إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة وجميع أنحائه وتقديم ما يكفي من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين.